آخر الأخبار

فساد عند بوابات ملعب أدرار: حراس أمن يسمحون بالدخول دون تذاكر مقابل المال

شهد ملعب أدرار الكبير بمدينة أكادير يوم السبت الماضي حدثاً كروياً مهماً، حيث استضاف فريق حسنية أكادير نظيره رجاء بني ملال ضمن مباراة السد المؤهلة للبقاء في القسم الوطني الأول؛ وقد انتهت المباراة بفوز ثمين لأصحاب الأرض بهدف نظيف، أهدى لهم بطاقة الاستمرار ضمن أندية الصفوة وأدخل الفرحة في قلوب جماهير غفيرة حجّت بأعداد كبيرة لتشجيع فريقها المفضل.

لكن، وبينما كانت الأنظار مشدودة إلى المستطيل الأخضر، كانت مشاهد أخرى تجري في الخفاء خلف بوابات الملعب، تثير القلق والاستغراب والاستياء في الآن ذاته؛ فقد عاين طاقم موقع مغرب تايمز سلوكيات مريبة وغير قانونية من طرف بعض عناصر شركة الأمن الخاصة المكلفة بتأمين مداخل الملعب، سلوكيات لا تمت لا بالمسؤولية ولا بالنزاهة بصلة.

فوفقاً لما تم رصده، وبعد دقائق قليلة من انطلاق المباراة، تم السماح لأشخاص بالدخول إلى الملعب دون تذاكر رسمية، مقابل دفع مبالغ مالية مباشرة لبعض حراس الأمن. ولمزيد من التأكد، توجه أحد أفراد الطاقم نحو بوابة رسمية وطلب الدخول دون توفره على تذكرة، فما كان من الحارس إلا أن عرض عليه الدخول مقابل 50 درهماً، في تحدٍ صارخ للقانون، ولمبدأ تكافؤ الفرص، ولاحترام الجماهير التي اقتنت تذاكرها بطرق قانونية.

إن مثل هذه الممارسات تسيء لصورة المغرب، وتشكل لطخة سوداء في مسار الإصلاح الرياضي والمؤسساتي الذي ينشده الجميع؛ فكيف يعقل أن تظل هذه التصرفات قائمة ونحن *دعلى أبواب احتضان تظاهرات كبرى من قبيل كأس إفريقيا للأمم 2025، وكأس العالم 2030 التي يشارك فيها المغرب كبلد منظم إلى جانب إسبانيا والبرتغال؟

ألا يدرك القائمون على مثل هذه الشركات أن كل سلوك مشبوه هو طعنة في ثقة المواطن، وضرب لمجهودات الدولة في تأمين مباريات احترافية بوسائل قانونية؟
أين هي المراقبة؟ وأين هو التتبع الإداري لمثل هذه الشركات التي يُفترض أن تتحلى بالكفاءة والمهنية؟
وهل من المقبول أن تتحول بعض مداخل الملاعب إلى نقاط عبور مقابل الرشوة؟

إننا اليوم مطالبون برفع الصوت عالياً لمناهضة هذه الظواهر، لا فقط لأنها غير قانونية، ولكن لأنها تسيء إلى سمعة وطن بأكمله، وطن يراهن على الرياضة كقاطرة للتنمية، وجسر للترويج الدولي والانفتاح الحضاري.

فهل فعلاً يمكننا أن نحلم بتظاهرات ناجحة، وتنظيم محكم، ومستقبل رياضي مشرف، في ظل وجود مثل هذه النماذج؟

المقال التالي