آخر الأخبار

ذكاء غوغل يصنع مغاربة افتراضيين: هل نعيش بداية عصر الفيديوهات المُزيفة؟

عرفت منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة موجة من التفاعل الواسع بعد إعلان شركة “غوغل” عن إطلاق نموذجها الجديد لتوليد الفيديوهات باستخدام الذكاء الاصطناعي، والمعروف باسم “Veo 3″؛ هذا النموذج المتطور مكّن المستخدمين من إنتاج مقاطع فيديو مذهلة تحاكي الواقع بدقة متناهية، مع تركيز خاص على سيناريوهات مستوحاة من الحياة المغربية.

المثير للدهشة في هذه الموجة الجديدة من المحتوى هو القدرة الفائقة للنموذج على توليد شخصيات بملامح مغربية أصيلة، من حيث الشكل والمظهر واللباس وحتى اللغة والنبرة الصوتية؛ فقد تداول نشطاء مغاربة على فيسبوك وإنستغرام وتيك توك مقاطع قصيرة توثق لحظات من الحياة اليومية بالمغرب، من الأسواق الشعبية والمقاهي التقليدية، إلى الأعراس والاحتفالات، كلها مُجسدة بأداء رقمي يبدو شديد الواقعية. وقد عبّر العديد من المستخدمين عن انبهارهم بهذا التقدم التكنولوجي، حيث علّق أحدهم قائلاً: “كأن الذكاء الاصطناعي أصبح يفهمنا أكثر من أنفسنا!”.

ولم يتوقف الإبداع عند المظاهر فقط، بل أظهر النموذج قدرة لافتة على توليد أصوات قريبة من اللهجة المغربية، مع انسجام تام بين حركة الشفاه والتعابير الصوتية، الأمر الذي يعزز الإيهام بالواقع ويمنح الفيديوهات طابعًا سينمائيًا متقنًا.

لكن هذا الإعجاب لم يخلُ من قلق متزايد في صفوف المختصين والمراقبين، حيث حذر عدد من المهتمين بمجال الذكاء الاصطناعي من المخاطر المحتملة المرتبطة بمثل هذه النماذج. فمع غياب إطار قانوني صلب وواضح ينظم هذا المجال في عدد من الدول، بما في ذلك المغرب، يلوح في الأفق خطر استعمال هذه الأدوات لأغراض غير مشروعة، من تزييف الهويات الرقمية، إلى فبركة تصريحات وهمية أو نشر معلومات كاذبة عبر فيديوهات يصعب على المواطن العادي تمييزها عن الحقيقة.

ويرى بعض الخبراء أن “Veo 3” يُمثل تطورًا تقنيًا قد يغير مستقبل صناعة الإعلام والسينما والتعليم والإعلانات، لكنه في الوقت ذاته يطرح تحديات أخلاقية وقانونية معقدة، من بينها مسألة انتهاك الخصوصية، والملكية الفكرية، وسهولة التلاعب بالرأي العام عبر المحتوى المضلل.

المقال التالي