آخر الأخبار

بنكيران لـ”مغرب تايمز”: شهيد ما هو إلا كذاب ينوب عن غذار

في مشهد يلخص أزمة الثقة بين أحزاب المعارضة المغربية، انفجر الصراع العلني بين قيادات التحالف الذي كان يفترض أن يقدم ملتمس رقابة ضد حكومة أخنوش، ليكشف عن خلافات أعمق من مجرد خلاف تكتيكي. عبد الرحيم شهيد، رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب خلال مروره على القناة الأولى ببرنامج “نقطة إلى السطر”، وجه اتهامات صريحة لحزب العدالة والتنمية، واصفاً دوره في المبادرة بأنه مثل راكب “أوتوسوب” يريد قيادة السيارة، في إشارة إلى ما وصفه بمحاولة الحزب عرقلة المبادرة رغم مشاركته فيها.

وتعود جذور الأزمة، بحسب شهيد، إلى اللحظات الأولى للاجتماعات التنسيقية بين مكونات المعارضة، حيث برزت محاولات من قبل ما أسماهم “مجموعة المصباح” للانفراد بالقرار، قبل أن تتحول المناقشات إلى جدل حول الشكليات بدلاً من المضمون، خاصة بعد إصرار إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي، على أحقيته في تقديم الملتمس نيابياً.

ورداً على هذه التصريحات، لم يتأخر عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الذي اعتبر أن انسحاب الاتحاد الاشتراكي المفاجئ هو سبب تعثر المبادرة، قائلاً في تصريح خاص لـ”مغرب تايمز”: “لم يعد تقديم الملتمس ممكناً بدون دعم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية”. مشيراً إلى أنه حاول القيام بهذا الواجب قدر المستطاع رغم إدراك حزب العدالة والتنمية المسبق لصعوبة تحقيق الأغلبية المطلوبة.

وفي ذات السياق ورداً على تصريحات إدريس لشكر الذي وصف حزبه بـ”الأول في المعارضة”، سخر بنكيران قائلاً: “نعم، هو الأول في عدد النواب، لكنه ليس الأول في السياسة… الأول بالمقلوب”.

أما بخصوص تصريحات عبد الرحيم شهيد، رئيس الفريق الإشتراكي بمجلس النواب، على القناة الأولى في البرنامج “نقطة إلى السطر”، قال بنكيران: “لا شيء يمكن قوله عن شهيد إلا أنه كذاب ينوب عن غذار”. في إشارة إلى الصراعات السياسية القديمة التي عرفها كل من حزب العدالة والتنمية والإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية داخل المشهد السياسي المغربي.

من جانبه، بذل “مغرب تايمز” جهوداً للإتصال بشهيد رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، حيث تم الاتفاق على موعد محدد لإجراء الحديث مع النائب لاخذ رأيه في ما يروج. إلا أن المسؤول البرلماني أخلف الموعد المتفق عليه دون إبداء أسباب أو تقديم تفسير مسبق للموقع.

من جهته، وعلى صفحته على فيسبوك، كشف عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، عن مفارقة لافتة في البرنامج التلفزيوني السابق الذكر، حيث ذكر حزبه 37 مرة خلال 40 دقيقة من أصل 53 دقيقة خصصت للحديث عن ملتمس الرقابة، ما يعادل اتهاماً كل دقيقة تقريباً، بحسب تعبيره.

ووصف بووانو لغة شهيد بأنها “تعكس عقلية الصراع الثوري وليس النقاش الديمقراطي”، مستنكراً استخدام مصطلحات مثل “الذئاب” و”السعار”. وأكد بووانو أن حزبه قدم في ندوة صحفية سابقة كشف فيها كافة التفاصيل حول تسلسل الأحداث، متهماً الاتحاد الاشتراكي بـ”التراجع عن الاتفاقات”، وليس العدالة والتنمية.

المقال التالي