آخر الأخبار

بايتاس يتجاهل استهداف السفير المغربي في جنين: هل تعاني الحكومة أزمة تواصل؟

أثار موقف الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى بايتاس، جدلاً واسعاً بعد رفضه التعليق على حادث إطلاق النار الذي تعرض له وفد دبلوماسي يضم السفير المغربي في فلسطين ، عبد الرحيم مزيان، خلال زيارة ميدانية لمخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.

وخلال الندوة الصحفية الأسبوعية التي تلي انعقاد المجلس الحكومي، طُرح على بايتاس سؤال مباشر حول الحادث، إلا أنه تجاهل السؤال تماماً ولم يتطرق إليه خلال إجابته على أسئلة الصحافيين، ما فتح الباب مجدداً أمام الانتقادات الموجهة للحكومة بسبب ضعف التواصل الرسمي، وما يترتب عن ذلك من إشاعات وتأويلات قد تمس بصورة الدولة وموقفها الخارجي.

الحادث الذي تجاهله الناطق الرسمي لم يكن بسيطاً، إذ أفادت مصادر فلسطينية ودبلوماسية الأسبوع المنصرم بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت الرصاص الحي بكثافة نحو وفد دبلوماسي عربي وأجنبي ضم أكثر من 30 شخصاً، من بينهم السفير المغربي، أثناء تواجدهم على مدخل مخيم جنين. وكان الهدف من الزيارة هو الاطلاع على الأوضاع الإنسانية المأساوية التي يعيشها سكان المخيم جراء التصعيد الإسرائيلي المستمر.

وقد وثّق مقطع فيديو لحظة حديث السفير المغربي إلى الصحافة قبل أن تباغت قوات الاحتلال الوفد بوابل من الرصاص، في مشهد يعكس استهتار إسرائيل بالمجتمع الدولي وبالعمل الدبلوماسي.

غياب أي تعليق رسمي مغربي، سواء من طرف وزارة الخارجية أو من الناطق الرسمي باسم الحكومة، يثير تساؤلات جدية حول منهجية التعامل الرسمي مع قضايا حساسة تمس الأمن الدبلوماسي للمملكة وصورتها على الساحة الدولية. كما يعيد إلى الواجهة أزمة التواصل الحكومي التي طالما اشتكى منها المتابعون والإعلام، والتي قد تفسح المجال أمام تسريبات وتأويلات غير دقيقة قد تسيء إلى الموقف المغربي أو تضعه في خانة التواطؤ أو اللامبالاة.

إن صمت الحكومة في مثل هذه اللحظات، لا يُعد فقط تجاهلاً لحادث خطير، بل يضعف الثقة في قدرتها على إدارة المواقف الحساسة والتفاعل السريع مع القضايا الوطنية والدولية التي تمس كرامة وسيادة الدولة وممثليها في الخارج.

المقال التالي