المنصوري تستثمر نصف مليار في حملة ترويجية لتحسين صورة وزارتها

كشفت وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة اليوم، عن صفقة اتصال ضخمة بقيمة 5 ملايين درهم، تهدف إلى إعادة تشكيل صورتها أمام الرأي العام وترويج إنجازاتها عبر منصات تقليدية ورقمية. القرار أثار جدلاً حول جدوى إنفاق الملايين على “الحملات الدعائية” في وقت تشهد فيه قطاعات حيوية أزمات متعددة.
الخطة، التي تضمنها دفتر تحملات طلب العروض، تسعى إلى توحيد الرسائل الإعلامية للوزارة وتعزيز حضورها المؤسسي، مع التركيز على “تحسين الصورة الذهنية” لدى المواطنين والشركاء. وتتضمن إستراتيجية متكاملة تشخّص نقاط الضعف والقوة باستخدام أدوات تحليلية مثل “SWOT”، إلى جانب مقارنة تجاربها بنظيراتها الدولية لاستخلاص أفضل الممارسات.
المشروع ينقسم إلى مرحلتين: الأولى تشمل وضع خطة اتصال ذكية قابلة للقياس، وإدارة الأزمات الإعلامية، وبناء جسور مع وسائل الإعلام. أما الثانية فتركز على التنفيذ عبر إنتاج فيلم مؤسساتي متعدد اللغات، وكبسولات مرئية قصيرة مصممة خصيصاً لوسائل التواصل الاجتماعي، في محاولة لجذب جمهور أوسع.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل هذه الصفقة مجرد “مسكن إعلامي” لأزمات فعلية، أم خطوة ضرورية لتعزيز الشفافية؟ بعض المراقبين يشككون في قدرة الحملات الدعائية على تعويض النقاش الجاد حول سياسات الإسكان والتعمير، خاصة في ظل ارتفاع أسعار العقار وانتشار السكن غير اللائق.
بينما تؤكد الوزارة أن الخطة تهدف إلى “تقريب المواطن من إنجازاتها”، يبقى التحدي الأكبر هو تحويل هذه الملايين إلى ثقة حقيقية، لا إلى مجرد مواد دعائية تختفي مع أول أزمة. ففي عصر يتفاعل فيه الرأي العام بسريّة مع كل خطوة حكومية، قد لا تكفي الكبسولات المصقولة لتحسين الصورة دون إصلاحات ملموسة على الأرض.
تعليقات