آخر الأخبار

حسنية أكادير في مفترق طرق… مباراة السبت تحدد المصير

تتجه أنظار عشاق كرة القدم الوطنية، وخاصة جماهير سوس، إلى ملعب أدرار بمدينة أكادير، الذي سيحتضن يوم السبت المقبل 31 ماي الجاري مباراة إياب السد بين فريق حسنية أكادير وضيفه رجاء بني ملال، في مواجهة نارية ستحدد ملامح مستقبل الفريق السوسي، وما إذا كان سيبقى ضمن أندية القسم الوطني الأول، أم سيلتحق بركب الفرق التي ودعت الأضواء نحو القسم الثاني.

وتأتي هذه المواجهة المصيرية بعد أن انتهت مباراة الذهاب، التي جرت في ملعب الفوسفاط بخريبكة يوم الاحد الماضي، بنتيجة التعادل السلبي، ما يجعل كل الاحتمالات مفتوحة في لقاء الإياب.

وستُقام المباراة على أرضية ملعب أدرار، وبين جماهير الحسنية، ما يمنح الفريق أفضلية نسبية، لكنه يفرض عليه أيضاً ضغطاً هائلاً في ظل حالة الترقب والخوف التي تسود أوساط محبيه.

تُجمع جماهير الحسنية على أن هذه المباراة لا تحتمل أنصاف الحلول، فإما فوز يبقي الفريق في القسم الأول، أو تعثر قد يكون بمثابة نهاية مرحلة وصدمة قوية لمكوناته.

الجماهير تترقب، و”أيديها على قلوبها”، وهي التي عاشت في السنوات الأخيرة على وقع الإنجازات والأداء القوي في البطولة الوطنية، بل وحتى على الساحة القارية، عندما وصل الفريق إلى أدوار متقدمة في كأس الكونفدرالية الإفريقية.

لكن ما يشهده الفريق هذا الموسم من تراجع مخيف في الأداء والنتائج أدخله في دوامة حسابات البقاء، وهو ما لم يكن في الحسبان قبل بضع سنوات فقط. لذلك، لا تُعد هذه المباراة مجرد لقاء سد، بل هي لحظة مفصلية قد تعيد ترتيب المشهد داخل النادي وتقلب الموازين في محيطه الرياضي والإداري.

الظهور المتواضع للحسنية هذا الموسم فتح باب التساؤلات بشأن التسيير التقني والإداري للفريق، والاختيارات البشرية التي أفرزت تشكيلة لا تقوى على مقارعة خصومها في القسم الأول. وإذا كان الفريق قد حافظ على نظافة شباكه في الذهاب، فإن عجزه عن التسجيل يعكس استمرار الأزمة الهجومية التي لازمته طيلة الموسم.

ويدرك المدرب واللاعبون أن الفرصة الأخيرة ستكون على أرضية أدرار، وأمام جمهور غاضب لكنه وفيّ، يأمل في أن يُترجم حضورهم الحماسي إلى دفعة معنوية تُنقذ الفريق من السقوط.

إذا تمكن فريق حسنية أكادير من الفوز وضمان البقاء في القسم الأول، فسيكون ذلك بمثابة إنقاذ موسمي يجب أن يعقبه إصلاح جذري، يعيد للفريق هيبته ومكانته الطبيعية بين كبار الكرة الوطنية. أما في حال الهبوط، فستدخل الحسنية نفقاً مظلماً لا أحد يمكنه التنبؤ بكيفية الخروج منه، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها أغلب الأندية المغربية في القسم الثاني.

السبت المقبل لن يكون فقط يوم مباراة، بل هو يوم امتحان للروح القتالية، للانتماء، ولرغبة البقاء. الكلمة الفصل ستكون لأبناء سوس في الميدان، فإما عودة للواجهة عبر بوابة الانتصار، أو انهيار مؤلم قد يكتب نهاية فصل من تاريخ أحد أعرق الفرق المغربية.

المقال التالي