الدار البيضاء-سطات.. ستة مراكز سجنية تتحول إلى قاعات امتحان لطلاب البكالوريا

في مشهد غير مألوف، تحولت ستة مؤسسات سجنية بجهة الدار البيضاء-سطات إلى مراكز امتحانية كاملة المواصفات، ضمن 287 مركزاً استقبلت أكثر من 92 ألف مترشح لامتحانات البكالوريا. هذه الخطوة الاستثنائية تطرح سؤالاً جوهرياً عن مدى إيمان المجتمع بفكرة “التعليم حق للجميع”، حتى لمن خلف القضبان.
الأرقام الرسمية تكشف عن معادلة دقيقة في التخطيط، حيث تم تخصيص 6 مراكز امتحانية داخل السجون، فيما بلغ عدد المترشحين الأحرار 18234، بنسبة 16.4% من إجمالي المشاركين. اللافت أن الإناث يشكلن 49245 مترشحة، بينما يمثل طلاب التعليم الخاص 19% من إجمالي الممتحنين، في مؤشر على تنوع الفئات المشاركة في هذه الاستحقاقات التربوية.
الجهود اللوجستية كانت مكثفة، حيث تم تعبئة 11802 أستاذاً للحراسة، و287 مراقباً لجودة الإجراءات، مع إنشاء لجان خاصة لمكافحة الغش. أما عملية التصحيح فستجرى في 64 مركزاً، يشرف عليها 5132 أستاذاً، في عملية تهدف للحفاظ على مصداقية الامتحانات رغم تحدياتها.
المفارقة الأكثر إثارة تكمن في توفير إجراءات خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث استفاد 421 تلميذاً و60 مترشحاً حراً من تكييف الامتحانات حسب طبيعة إعاقاتهم. هذه التفاصيل تثبت أن المنظومة التعليمية أصبحت أكثر مراعاة للفروقات الفردية، حتى في أكثر الظروف تعقيداً.
وراء هذه الأرقام تكمن قصة إنسانية أكبر، فتحويل الزنازين إلى قاعات امتحان ليس مجرد إجراء بيروقراطي، بل رسالة مجتمعية مفادها أن التعليم يمكن أن يكون جسراً للاندماج، حتى لمن اعتقدوا أنهم فقدوا حقوقهم المدنية.
تعليقات