آخر الأخبار

“88 غرزة” وشهرين حبسا.. صرخة خديجة تُعيد الجدل حول العدالة في العقوبة

في قاعة المحكمة الابتدائية بمشرع بلقصيري، سقط حكم أمس الإثنين كالصاعقة على الحاضرين، حيث اكتفت المحكمة بإدانة المعتدي على خديجة – الشهيرة بـ”مولات 88 غرزة” – بشهرين سجن نافذ فقط. القضية التي هزت الرأي العام بدأت عندما تعرضت المرأة المطلقة من دار الكداري بسيدي قاسم لهجوم وحشي من شاب ثري تحت تأثير الخمر، حيث كسر زجاجة على وجهها بعد رفضها تلبية رغباته بحسب روايتها.

المشهد الأكثر إيلاماً لم يكن في قاعة المحكمة أثناء النطق بالحكم، بل في اللحظات التي تلت ذلك، عندما ظهرت الضحية في مقطع فيديو وهي تضرب وجهها المليء بالندوب، صارخةً بسؤال يلخص مأساة جيل: “واش آ عباد الله خسر ليا وجهي وعطّيتوه شهرين؟!”. هذه الصرخة لم تكن مجرد تعبير عن الألم الشخصي، بل تحولت فوراً إلى شعار لمظلومية النساء في مواجهة عنف يجد – حسب رأي كثيرين – غطاءً من تساهل القضاء.

ردود الفعل الغاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي لم تتأخر، حيث اجتاحت حملات التضامن مع خديجة مختلف المنصات، بينما تساءل نشطاء عن الرسالة التي يبعثها مثل هذا الحكم للمعتدين المحتملين. الكثيرون رأوا في العقوبة المخففة ما يشبه “ترخيصاً ضمنياً” لتكرار الاعتداءات، خاصة عندما تأتي من أشخاص ينتمون لطبقات ميسورة.

القضية أثارت مجدداً الجدل حول فاعلية النظام القضائي في التعامل مع قضايا العنف ضد النساء، وسط دعوات متزايدة لإعادة النظر في التشريعات والعقوبات. بينما تتجه خديجة نحو الاستئناف، يبقى السؤال الأكبر: هل ستكون محطتها القادمة عند بوابة العدالة الحقيقية، أم ستكون مجرد محطة أخرى في رحلة البحث عن إنصاف يبدو بعيد المنال؟

المقال التالي