“اللهطة” تقفز بلحم الغنمي إلى 120 درهماً

بعد القرار الملكي بإلغاء ذبح الأضحية، تحولت أسواق اللحوم مع إقتراب عيد الأضحى إلى ساحة صراع ثلاثية الأطراف: قرار حكيم كان يهدف للتخفيف والحفاظ على القطيع المغربي، وتجار جشعون يبحثون عن الربح السريع، ومواطنون يتسابقون بلهفة غير محسوبة لشراء اللحوم.
المشهد المحير يكشف أن المواطن نفسه أصبح جزءاً من المشكلة. فبمجرد الإعلان عن القرار، تحولت الأسواق إلى ما يشبه “الهَرَجة” الجماعية، حيث يتهافت الناس على شراء اللحوم وكأنها “كنز نادر”، مما يغذي طمع التجار ويساهم في تفاقم الأزمة.
الغريب في الأمر أن هذا السلوك الاستهلاكي المفرط يتناقض مع الهدف النبيل من القرار الملكي. فبدلاً من أن ينعكس القرار إيجاباً على جيوب المواطنين، تحولت اللحوم إلى “هوس جماعي” يدفع الأسعار إلى عنان السماء.
بعض المواطنين يساهمون دون وعي في هذه الدوامة، حيث:
-يصرون على شراء كميات كبيرة تفوق حاجتهم الفعلية.
-يتسابقون على الشراء بدافع “الخوف من الغلاء”.
-يقبلون على شراء “الباقات الجاهزة” بأسعار خيالية.
هذا السلوك الجماعي يخلق سوقاً سوداء موازية، حيث يصبح العرض غير قادر على تلبية الطلب المتزايد بشكل غير منطقي، مما يعطي التجار ذريعة لرفع الأسعار بشكل غير معقول.
في النهاية، يبدو أن حل هذه المعضلة يحتاج إلى وعي جماعي. فكما أن للتجار مسؤولية في ضبط الأسعار، فإن للمواطن دوراً في كسر هذه الحلقة المفرغة بالتحلي بالحكمة والاعتدال في الشراء، حتى لا تتحول اللحوم من نعمة إلى نقمة.
تعليقات