الأسد الأفريقي 2025″ ينشئ مستشفى جراحياً ميدانياً في تزنيت

تحت شعار التعاون العسكري والإنساني، أقامت القوات المسلحة الملكية المغربية ونظيرتها الأمريكية مستشفى ميدانياً متطوراً في جماعة أنزي بإقليم تزنيت، كجزء من التدريبات المشتركة “الأسد الأفريقي 2025”. هذا الصرح الطبي، الذي يضم 271 طبيباً وممرضاً من البلدين، نجح في تقديم أكثر من 44 ألف خدمة طبية خلال أقل من ثلاثة أسابيع، بما في ذلك 380 عملية جراحية ووصفات طبية مجانية لآلاف المستفيدين.
يتجاوز هذا المستشفى الميداني مفهوم العيادة المؤقتة، حيث يضم وحدات متكاملة تشمل الجراحة العامة، طب الأطفال، أمراض القلب، والأشعة الرقمية، بالإضافة إلى صيدلية ووحدة تعقيم متطورة. وبسعة 20 سريراً قابلة للتوسع، أصبح هذا المركز وجهة حقيقية للسكان المحليين الذين يعانون من صعوبة الوصول إلى الخدمات الطبية المتخصصة في المناطق النائية.
خلال زيارة تفقدية قام بها وفد عسكري رفيع المستوى، ضم كلاً من الفريق محمد بن الوالي واللواء الأمريكي أندرو جيني، اطلع المسؤولون على التفاصيل التشغيلية لهذا المشروع الإنساني. وأكد الجانبان أن هذه المبادرة تترجم روح الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة، التي تتجاوز الجانب العسكري إلى البعد التنموي والإغاثي.
لا تقتصر أهمية “الأسد الأفريقي 2025” على الجانب الطبي، فالتدريبات المشتركة التي انطلقت في 12 مايو الجاري تشمل مواقع استراتيجية مثل أكادير وطانطان والقنيطرة، بهدف تعزيز القدرات المشتركة في مواجهة التحديات الأمنية المعقدة. ومع ذلك، يبقى المستشفى الميداني في تزنيت نموذجاً ملموساً لكيفية تحويل التعاون العسكري إلى فرصة لتحسين الظروف المعيشية للمواطنين.
مع اقتراب نهاية فعاليات هذا المستشفى المؤقت في 23 مايو، تبرز تساؤلات حول إمكانية تعميم هذه التجربة في مناطق أخرى، خاصة في ظل النتائج الإيجابية التي حققتها. وفي الوقت الذي تستمر فيه المناورات العسكرية، يبقى الأثر الإنساني لهذا التعاون هو الأكثر رسوخاً في أذهان سكان المنطقة، الذين وجدوا في هذه المبادرة بصمة أمل في منطقة تعاني من شح المرافق الصحية.
تعليقات