فضيحة الدعم.. بووانو: “شركات “زرقاء” حصلت على دعم حكومي لاستيراد الأبقار والإغنام”

كشف النائب البرلماني عبد الله بووانو اليوم الخميس، عن تفاصيل صادمة حول استفادة شركات مقربة من حزب الأغلبية الحكومية من صفقات استيراد المواشي المدعومة.

في ندوة صحفية بالرباط، أظهر بووانو وثائق تثبت تغيير أنظمة أساسية لشركات بعد إعلان قرارات الدعم، بما يثير شكوكاً حول وجود معلومات مسبقة.

اللافت في القضية هو توقيت استيراد إحدى الشحنات، حيث تمكن مستورد من إدخال كمية كبيرة من الأبقار والأغنام خلال 48 ساعة فقط من قرار الدعم، بينما تتطلب العملية عادة شهرين على الأقل. هذا التوقيت الدقيق يطرح أسئلة محرجة حول مصادر المعلومات وطبيعة العلاقات بين بعض المستوردين ومراكز القرار.

لم تتوقف الفضيحة عند قطاع المواشي، بل امتدت إلى الصيد البحري حيث كشف النائب عن استفادة شخصيات مقربة من دعم حكومي بلغ 11 مليون درهم، في وقت يعاني فيه الصيادون التقليديون من صعوبات كبيرة. وتفاقمت الأزمة مع ارتفاع أسعار الأسماك بنسبة قياسية، حيث تجاوز سعر السردين 30 درهماً للكيلو.

أبرز بووانو في تدخله كيف تحولت الثروات الوطنية إلى ملكية حصرية لشبكات مصالح متشابكة، تتحكم في الأسعار وتحدد العرض وفق حسابات ضيقة. وأشار إلى نظام المحسوبية في منح تراخيص الصيد، الذي يحول دون وفرتها للمواطن العادي.

المفارقة الأكثر إيلاماً تكمن في صمت الحكومة عن كل هذه التساؤلات، ورفضها المتكرر الإجابة على استفسارات البرلمانيين. هذا الصمت الرسمي يزيد من مخاوف المواطنين حول نزاهة توزيع الثروات الوطنية، ويطرح علامات استفهام كبيرة حول مدى شفافية آليات الدعم الحكومي.