“سامير على حافة الهاوية”.. عمال يحتجون لإنقاذ آخر مصفاة بالمغرب

تشهد الدار البيضاء يوم الاثنين المقبل موجة غضب عارمة، حيث ينظم عمال شركة “سامير” وقفة احتجاجية أمام المحكمة التجارية، في محاولة يائسة لإنقاذ ما تبقى من أهم معمل تكرير في البلاد. هذه الخطوة تأتي بعد سنوات من الإهمال المتعمد الذي حول المرفق الاستراتيجي إلى أطلال، وسط صمت رسمي مريب.
المحتجون بحسب البلاغ الذي توصل به موقع “مغرب تايمز” يرفعون شعارات تندد بكارثة ثلاثية الأبعاد: تدمير الأصول المادية، تبديد الخبرات البشرية، وإهدار المال العام. فبعد توقف المصفاة عن العمل، تحولت سامير إلى ساحة صراع بين أطراف متعددة، بين حكومة تتخاذل، ومستثمرين يتصارعون، وعمال يدفعون الثمن من كرامتهم ومعاشاتهم.
قلب الأزمة يكمن في المماطلة الحكومية التي تتستر وراء شعارات جوفاء عن تشجيع الاستثمار، بينما الواقع يشير إلى نية واضحة لتفويت آخر معقل للسيادة الطاقية بالمغرب. النقابة تكشف كيف تحولت سامير إلى ورقة مساومة بين دائنين ومستثمرين، دون أي اعتبار لـ1700 عامل ومتقاعد يعانون من تجميد الأجور منذ 9 سنوات.
المأساة الإنسانية تتفاقم يومياً مع تنصل الشركة من التزاماتها تجاه العمال، حيث تتآكل الحقوق المكتسبة واحدة تلو الأخرى. من رواتب غير مكتملة، إلى اشتراكات تقاعد غير مدفوعة، وصولاً إلى انتهاك صارخ للاتفاقية الجماعية. كل هذا يحدث تحت سمع وبصر المسؤولين الذين يفضلون لغة الصمت على لغة الحلول.
في ظل هذا المشهد الكارثي، يبدو أن وقفة الاثنين ليست مجرد احتجاج عابر، بل صرخة أخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستكون هذه الوقفة القشة التي تقسم ظهر البعير الحكومي، أم أنها ستضيع كما ضاعت عشرات التحذيرات السابقة في أروقة البيروقراطية واللامبالاة؟
تعليقات