المغرب الفلاحي بين مشروع “المغرب الأخضر” الفاشل ونجاحات السعودية النموذجية “الفيديو”

في وقت تخصص فيه دول غير فلاحية، كالمملكة العربية السعودية، مليارات الدولارات لتنفيذ مشاريع فلاحية استراتيجية تضمن الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، يصر المغرب، البلد الفلاحي بامتياز، على إهدار ثرواته في مشاريع شعاراتية فارغة.
و رغم ضخ أكثر من 14 مليار دولار من المال العام في مشروع “المغرب الأخضر” تحت إشراف الحكومة ، دون أن يُحدث أي تغيير حقيقي على أرض الواقع ،ما تسبب في انتشار الفساد والمحسوبية ونهج “باك صاحبي” حولوا المشروع إلى غطاء لتغذية لوبيات الريع، على حساب الفلاح الصغير والمواطن البسيط.
و في حين تمكنت السعودية من تخصيص 3 مليارات دولار فقط لمشروع طموح يهدف إلى إنتاج الملايين من رؤوس الماشية وتنمية الزراعة والثروة السمكية، ظل المغرب يعاني ندرة المياه، غلاء الأعلاف، تهالك البنية التحتية، وهجرة الفلاحين نحو المدن، مما أدى إلى تفاقم أزمة الأمن الغذائي وارتفاع أسعار السلع الفلاحية.
واللافت ، ما زال أنصار الحكومة يتفاخرون بهذا “الإنجاز” الوهمي، في ظل وجود رئيس الحكومة الحالي الذي كان وزيراً للفلاحة خلال فترة تنفيذ “المغرب الأخضر”.
هذا، و قد بات من الضروري وقف هذا العبث وإعادة النظر بشكل جذري في السياسات الفلاحية، مع الاستفادة من التجارب الناجحة التي وضعت الزراعة في قلب التنمية الحقيقية، بدل الاقتصار على شعارات لا تُثمر على أرض الواقع.
تعليقات