آخر الأخبار

التامني لـ”مغرب تايمز”: أخنوش يطبق فقط توصيات المؤسسات المالية المانحة

في حديث مفصل لـ”مغرب تايمز”، كشفت النائبة فاطمة التامني عن تناقضات خطيرة في سياسة الحكومة التعليمية، معتبرة أن مشروع “إعداديات الريادة” مجرد “مسكن مؤقت” لأزمة هيكلية تعاني منها المنظومة التربوية منذ عقود. وأوضحت التامني: “لا يمكن الحديث عن ريادة في ظل مؤشرات كارثية تضعنا في ذيل الترتيب العالمي، حيث تحتل الجامعات المغربية مراكز متأخرة بين 1000 إلى 1400 في التصنيفات الدولية”.

هدر مدرسي وبطالة الخريجين: أرقام صادمة

أمام هذه المعطيات، تساءلت التامني: “أين هي الريادة عندما نجد أن 70% من التلاميذ في السنة الثانية إعدادي لا يستطيعون حل مسألة رياضيات بسيطة؟”. وأضافت: “المفارقة أن الحكومة تتحدث عن التميز بينما نسبة الأمية الوظيفية بين التلاميذ تصل إلى 60%، وفق آخر تقارير اليونسكو”.

الفوارق الطبقية: تعليم بسرعتين

في تحليلها للوضع، أبرزت النائبة البرلمانية أن “السياسات الحالية تعمق الفجوة بين مدارس النخبة في المدن الكبرى والمدارس العمومية في الأحياء الشعبية والقرى”. واستشهدت بواقع مرير: “في حين تتوفر بعض المؤسسات الخاصة على مختبرات ذكية ومساحات خضراء، نجد مدارس في العالم القروي تفتقر إلى أبسط شروط الصحة والسلامة”.

السيادة التعليمية: بين التبعية والخوصصة المقنعة

انتقدت التامني بشدة “هيمنة المؤسسات المالية الدولية على القرار التعليمي”، قائلة: “تحت شعار الإصلاح، يتم فرض نموذج تعليمي قائم على التمهين والتلقين، يخدم سوق العمل أكثر مما يخدم بناء المواطن”. وحذرت من أن “هذا النهج يقود إلى خوصصة مقنعة للمدرسة العمومية، حيث أصبحت البرامج الدراسية تركز على الجانب التقني على حساب التنمية الفكرية والنقدية”.

هجرة الأدمغة: نزيف مستمر

كشفت النائبة عن معطيات صادمة: “كل سنة، يهاجر أكثر من 5 آلاف طبيب ومهندس وباحث مغربي إلى الخارج، في حين لا يتجاوز عدد براءات الاختراع المسجلة سنوياً 50 براءة”. وتساءلت: “أين هي جامعة التميز عندما تكون كلفة هجرة الكفاءات على الاقتصاد الوطني تفوق 10 مليارات درهم سنوياً؟”.

غياب الرؤية الاستراتيجية

في نقدها لسياسة الحكومة، أشارت التامني إلى أن “الإصلاحات الحالية تفتقر إلى رؤية شمولية”، موضحة: “بدل معالجة الأسباب الجذرية للأزمة، نجد حكومة تقدم حلولاً تجميلية تتعامل مع الأعراض فقط”. ودعت إلى “إعادة النظر في الفلسفة التعليمية برمتها، بدءاً من المناهج الدراسية ووصولاً إلى تكوين الأساتذة وتأهيل البنية التحتية”.

نداء أخير

اختتمت التامني حديثها بتحذير شديد: “إذا استمر هذا النهج، سنحصد جيلاً من الشباب فاقد الثقة في المنظومة التعليمية، وغير قادر على مواكبة متطلبات العصر”. ودعت إلى “ثورة تربوية حقيقية تضع الإنسان في صلب أولوياتها، وتستعيد دور المدرسة كأداة للتحرر والتنمية، لا كأداة لإعادة إنتاج التخلف والتبعية”.

المقال التالي