الإتحاد الأوروبي يهدد بمراجعة اتفاق الشراكة مع إسرائيل على خلفية أحداث غزة

أعلنت كايا كالاس، مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء، عن نية التكتل الأوروبي إطلاق مراجعة شاملة لاتفاق الشراكة مع إسرائيل. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي في بروكسل عقب اجتماع وزراء خارجية الاتحاد، حيث أكدت وجود “أغلبية قوية” تدعم هذه الخطوة التي تركز على بند حقوق الإنسان في الاتفاق.

هذا التطور يأتي بالتزامن مع تحسن طفيف في الأوضاع الإنسانية بغزة، حيث دخلت أولى شحنات المساعدات إلى القطاع المحاصر يوم الاثنين، بعد شهرين من الحصار الشامل الذي تسبب في أزمة إنسانية كارثية. وأفادت الأمم المتحدة بحصولها على إذن إسرائيلي لإدخال حوالي 100 شاحنة مساعدات.

الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حجم المأساة، حيث تجاوز عدد الضحايا 53 ألف شهيد منذ بداية الحرب، بينهم أكثر من 3400 شهيد منذ استئناف العمليات العسكرية في 18 مارس الماضي. هذه الإحصاءات شكلت ضغطاً كبيراً على المجتمع الدولي لاتخاذ موقف أكثر حزماً.

المراجعة المقترحة للاتفاق الأوروبي-الإسرائيلي تمثل تحولاً ملحوظاً في موقف التكتل الأوروبي، الذي كان أكثر تحفظاً في تعامله مع الأزمة مقارنة ببعض الحكومات الغربية. وتكشف هذه الخطوة عن تزايد الاستياء الأوروبي من السياسات الإسرائيلية في غزة، رغم التحذيرات من تداعيات اقتصادية وسياسية محتملة لهذه الخطوة.

في الوقت الذي تتحرك فيه الدبلوماسية الأوروبية، يبقى السؤال الأكبر: هل ستترجم هذه المراجعة إلى عقوبات فعلية أو مجرد تحذيرات دبلوماسية؟ الإجابة قد تحددها التطورات الميدانية في الأيام القادمة، ومدى استجابة إسرائيل للضغوط الدولية لإنهاء المعاناة الإنسانية في غزة.