آخر الأخبار

دواوير تيقي خارج التغطية… العزلة الرقمية تحاصر سكان ضواحي أكادير

في وقت أصبحت فيه الاتصالات والأنترنت جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية، لا تزال دواوير عدة بجماعة تيقي التابعة لإقليم أكادير إدوتنان، وعلى رأسها تمݣونسي، تمكالت، تفتاح، وانسيس، تعيش عزلة رقمية خانقة، تقطع أوصالها عن باقي العالم وتحكم على سكانها بالتهميش والانقطاع عن أبسط حقوق العصر الحديث.

تشتكي ساكنة هذه الدواوير من ضعف شديد، بل انعدام شبه تام في شبكة الاتصال والأنترنت، ما يعيق بشكل كبير متطلبات الحياة اليومية، ويؤثر سلباً على تمدرس الأطفال، ويجعل من التواصل مع العالم الخارجي أمراً شبه مستحيل. في ظل هذا الوضع المتردي، يشعر المواطنون بأنهم يعيشون على هامش الوطن، محرومين من الخدمات الأساسية التي يفترض أنها مكفولة لجميع المواطنين بدون تمييز.

ورغم المراسلات المتكررة التي وجهها السكان لشركات الاتصال -حسب مصادر خاصة-، وعلى رأسها اتصالات المغرب، إلا أن اللامبالاة كانت الرد الوحيد. كما يضع السكان كامل مسؤولية هذا الوضع على عاتق الجهات المحلية، خاصة رئيس الجماعة الترابية، الذي يتهمونه بعدم اتخاذ أي خطوة جادة للتواصل مع الجهات المعنية أو الضغط من أجل إيجاد حل لهذا الإقصاء الرقمي الذي طال أمده.

ويضيف المصدر ذاته، أن ما يزيد الطين بلة هو صمت المجلس الجماعي واختفاؤه التام حين يتعلق الأمر بقضايا جوهرية كالتغطية الرقمية، في حين يظهر بقوة في مناسبات لا تتجاوز حدود الشكليات والبهرجة. وهو ما جعل الساكنة تعتبر أن هذا الصمت لم يعد مجرد تقصير، بل أصبح تواطؤاً ضمنياً مع واقع التهميش والإقصاء.

في سنة 2025، لا يمكن القبول بأن تظل جماعة بأكملها خارج نطاق التغطية الرقمية، بينما تتغنى الدولة بشعارات الرقمنة والمساواة المجالية. إن ما تطالب به ساكنة تيقي ليس ترفاً ولا امتيازاً، بل حقاً من أبسط الحقوق التي يفرضها الانتماء لوطن واحد.

فإلى متى سيظل صدى صرخات هذه الدواوير يرتطم بجدران الصمت؟ وهل يتحمل المسؤولون تبعات هذا الفشل المزمن؟

المقال التالي