آخر الأخبار

طنجة.. تسرب مياه الصرف الصحي تهدد سدًا وتدفع منيب إلى مساءلة وزير الداخلية

تحول سد التلي بمنطقة الزياتن في طنجة إلى بؤرة تلوث بيئي خطيرة، بعد تسرب مياه الصرف الصحي بشكل مستمر، مما أثار استياء الساكنة ودفع النائبة البرلمانية نبيلة منيب إلى توجيه سؤال كتابي عاجل إلى وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت اليوم الإثنين، الوضع المتفاقم منذ أشهر تحول إلى مستنقع مفتوح تنبعث منه روائح كريهة، مع وجود أطفال وقطعان مواشٍ تتجول في محيطه الملوث.

التحقيقات الميدانية التي قام بها نشطاء بيئيون ومنتخبون محليون كشفت عن حجم الإهمال الكبير في التعامل مع هذه الأزمة. تراكم الأوحال والنفايات في المنطقة، مع غياب شبه كامل لخدمات النظافة بسبب صعوبة الوصول إلى الموقع، جعل من السد المائي مصدر تهديد صحي مباشر للسكان، رغم قربه من مؤسسات حيوية في المدينة.

المفارقة تكمن في تزامن هذه الكارثة البيئية مع الاستعدادات الجارية لاستضافة طنجة لتظاهرات دولية كبرى، مما يطرح تساؤلات حول مدى احترام مبادئ العدالة المجالية وحق المواطن في بيئة نظيفة. المنطقة تعاني من إقصاء مجالي واضح، حيث تفتقر لأبسط البنيات التحتية من إنارة وطرق معبدة، رغم موقعها الاستراتيجي.

في سؤالها البرلماني، طالبت النائبة منيب بفتح تحقيق إداري عاجل لتحديد المسؤوليات عن هذا التقصير، مع محاسبة جميع الأطراف المتورطة، بما في ذلك عمالة طنجة أصيلة، وجماعة طنجة، وشركة “أمانديس” المكلفة بتدبير قطاع الماء. كما ناشدت الوزير باتخاذ إجراءات استعجالية لوقف التدهور البيئي وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

هذه القضية تبرز مرة أخرى إشكالية التدبير البيئي في العديد من المناطق المغربية، حيث تتفاقم المشاكل دون حلول جذرية، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المنتخبين والنشطاء. الحالة الطارئة لسد التلي تنتظر الآن تحركًا حاسمًا من السلطات المعنية قبل أن تتحول الكارثة البيئية إلى أزمة صحية عامة.

المقال التالي