آخر الأخبار

بعد إغلاق دام 13 سنة.. الملك محمد السادس يعلن إعادة فتح السفارة المغربية في دمشق

في خطوةٍ تعكس التزام المغرب الثابت بدعم الاستقرار في المنطقة العربية، أعلن الملك محمد السادس عن قرار المملكة إعادة فتح سفارتها في دمشق، بعد إغلاق دام أكثر من عقدٍ من الزمن. جاء ذلك خلال خطابٍ ملكي موجه إلى القمة العربية في بغداد، حيث أكد أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين ومساندة الشعب السوري في تحقيق تطلعاته نحو الأمن والاستقرار.

لم يكن القرار منفصلاً عن الإطار الأوسع لموقف المغرب التاريخي من القضية السورية، والذي سبق للملك أن عبر عنه في رسالةٍ إلى الرئيس السوري أحمد الشرع. ويرى المراقبون أن إعادة فتح السفارة تمثل إشارةً قويةً لدعم المسار الدبلوماسي الهادف إلى إعادة سوريا إلى الحضن العربي، بعد سنواتٍ من القطيعة التي أعقبت الأزمة السورية عام 2012.

وفي سياق متصل، لم يغفل الخطاب الملكي الإشارة إلى التطورات المقلقة في عدد من البلدان العربية، وعلى رأسها اليمن والسودان ولبنان، حيث أعرب الملك عن متابعته بانشغالٍ بالغٍ للأوضاع هناك. وشدد على دعم المغرب لكل الجهود الرامية إلى إحلال السلام عبر الحلول السياسية والدبلوماسية، مع الحفاظ على سيادة الدول ووحدتها الترابية.

يأتي هذا الموقف في إطار رؤيةٍ مغربيةٍ تراهن على الدبلوماسية الوقائية والحلول التفاوضية كسبيلٍ وحيدٍ لإنهاء الأزمات في المنطقة. كما يعكس إدراكاً عميقاً لخطورة التصدعات التي تعاني منها بعض الدول العربية، والتي تتطلب تضافر الجهود لتفادي المزيد من التدهور.

من جهة أخرى، يرى محللون أن قرار إعادة فتح السفارة المغربية في دمشق قد يشكل حافزاً لدول عربية أخرى لتكثيف خطوات المصالحة مع النظام السوري، خاصةً في ظل التحولات الإقليمية والدولية الأخيرة. وهو ما يعزز فرص عودة سوريا إلى دورها الطبيعي في المحيط العربي.

ختاماً، يبقى السؤال المطروح هو مدى قدرة الخطوة المغربية على إرساء ديناميكية جديدة في العلاقات العربية-السورية، خاصةً في ظل تعقيدات الملف السوري وتشابك المصاعب الإقليمية. لكن ما لا شك فيه أن قرار الرباط قد أرسل رسالةً واضحةً بأن الدبلوماسية والحوار هما الطريق الأمثل لبناء مستقبلٍ أكثر استقراراً في المنطقة.

المقال التالي