آخر الأخبار

الجزائر تغيب عن القمة العربية بالعراق

في قرار لم يفاجئ المراقبين، اختار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون التغيب عن القمة العربية الـ34 المقررة السبت في بغداد، مكتفياً بإرسال وزير خارجيته أحمد عطاف كممثل عنه. يأتي هذا الغياب رغم أهمية جدول الأعمال الذي يتصدره الملف الفلسطيني والأزمات العربية الملحة، من الأمن الغذائي إلى التحديات الطاقوية.

ما بين سطور هذا القرار، تطفو على السطح ذكريات تاريخية مؤلمة للجزائريين. فقبل أيام من القمة، أطلق نشطاء حملة على وسائل التواصل تحت وسم “تبون لا تذهب إلى العراق”، مستحضرين حادثة وفاة الرئيس الأسبق هواري بومدين الغامضة عام 1978 بعد زيارة إلى بغداد. تحول الوسم إلى ظاهرة افتراضية، مع تعليقات متكررة تحذر من “لعنة العراق” وتستدعي نظرية التسميم التي أحاطت بوفاة بومدين.

لكن قراءة متأنية للمشهد تكشف أبعاداً تتجاوز المخاوف الأمنية. فالحملة الإلكترونية التي روجت لها صفحات جزائرية مليونية، ربطت بشكل لافت بين غياب تبون و”المواقف الجزائرية الصلبة” تجاه القضية الفلسطينية، في إشارة غير مباشرة إلى مخاوف من استهداف محتمل.

على الأرض الواقعية، يبرز سؤال محوري: هل كان قرار المقاطعة نتاج ضغط شعبي استحضر ذاكرة تاريخية مؤلمة، أم أنه جزء من حسابات سياسية أوسع؟

المراقبون يذكرون أن العلاقات الجزائرية-العراقية شهدت توترات خفية في الفترة الأخيرة، رغم الخطاب الرسمي المعتدل.

تبقى الإشارة إلى أن غياب تبون يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعداً غير مسبوق في التحديات، مما يطرح تساؤلات عن فعالية النظام العربي في ظل غياب أحد أهم قادته عن طاولة النقاش. القرار الجزائري، بكل ما يحمله من رمزية، قد يشكل اختباراً حقيقياً لمدى تجذر المخاوف الأمنية في القرار السياسي العربي.

المقال التالي