براءة المغربي أحمد الطموحي بعد كشف خطأ قضائي دام 30 سنة بسبب “تشابه في الملامح”

أصدرت المحكمة العليا في إسبانيا حكمًا نهائيًا ببراءة المواطن المغربي أحمد الطموحي، بعد أكثر من ثلاثة عقود من الملاحقات القضائية والسجن، وذلك عقب اكتشاف أن التهمة التي أدين بها استندت أساسًا إلى خطأ في التعرف البصري ناتج عن تشابه كبير في الملامح بينه وبين الجاني الحقيقي.
الطموحي كان قد أدين سنة 1995 بالسجن لأكثر من 100 سنة، بناءً على شهادات أربعة شهود تعرفوا عليه بصريًا كأحد منفذي جرائم اغتصاب وسرقة عنيفة وقعت في إقليم كتالونيا، ولم تتوفر حينها أي أدلة علمية تدعم هذه الشهادات.
لكن مراجعة حديثة للقضية، مدعومة بتحليل جديد للحمض النووي، كشفت أن البصمة الجينية التي وُجدت في أحد مواقع الجريمة تعود لشخص آخر يُدعى أنطونيو غارسيا كاربونيل، يتمتع بملامح شبيهة جدًا بالطموحي ،هذا التشابه أدى إلى وقوع خطأ تعرّف بصري جسيم، ساهم في إدانة شخص بريء.
و كشفت التحقيقات الجديدة، بقيادة المحامية سيليا كاربونيل، أيضًا عن تراجع بعض الضحايا عن أقوالهن، واعترف بعضهن بإمكانية وقوعهن في خطأ التمييز بين الطموحي وكاربونيل.
هذا، و تسلط هذه القضية الضوء على الخطر الكبير للاعتماد على الشبه الخارجي كشكل من أشكال الإثبات، وضرورة تعزيز العدالة الجنائية بالأدلة العلمية لتفادي مثل هذه الأخطاء الفادحة، خصوصًا عندما يكون المتهم من خلفية مهاجرة قد تؤثر على مسار التقييم القضائي.
تعليقات