آخر الأخبار

كارثة فلاحية.. الجفاف يقضي على “37 ألف هكتار” من بساتين الحوامض المغربية

كشفت أحدث الإحصائيات الرسمية عن كارثة بيئية واقتصادية تضرب قطاع الحوامض في المغرب، حيث فقدت البلاد ما يقارب 37 ألف هكتار من المساحات المزروعة خلال السنوات الثماني الماضية بسبب موجات الجفاف المتتالية.

جاءت هذه البيانات الصادمة خلال المؤتمر العلمي الأول لسلسلة إنتاج الحوامض الذي انعقد بمراكش، حيث أظهر التقرير تراجعاً كبيراً في المساحات المزروعة من 128 ألف هكتار عام 2016 إلى 91.342 هكتار فقط في 2024، بنسبة انخفاض بلغت 29%. ويعزو الخبراء هذا التراجع القياسي أساساً إلى الظروف المناخية القاسية التي اضطرت المزارعين لاقتلاع أشجارهم.

ويُذكر أن القطاع شهد فترة ازدهار بين 2010 و2016 بفضل استراتيجية المغرب الأخضر، حيث قفزت المساحات المزروعة من 98 ألف إلى 128 ألف هكتار، وارتفع الإنتاج من 1.6 إلى 2.6 مليون طن. لكن هذا النمو السريع واجه تحديات كبيرة في التسويق والتعبئة، قبل أن تأتي أزمة الجفاف لتفاقم الوضع.

ورغم هذه الصعوبات، يبرز بصيص أمل من خلال صنف “الناظوركوت” الذي أصبح علامة مميزة للحوامض المغربية عالمياً. هذا الصنف المحمي في أوروبا، والذي يصدّر إلى 40 دولة، يمثل نموذجاً ناجحاً للبحث الزراعي المغربي، حيث يجمع بين الجودة العالية والقيمة المضافة الكبيرة.

ويحاول القطاع اليوم إيجاد حلول للتحديات المناخية والتنظيمية، حيث يناقش المؤتمر آليات العمل المستقبلية تحت رعاية وزارة الفلاحة، في محاولة لإنقاذ أحد أهم القطاعات الزراعية التي توفر العملة الصعبة وتشغل آلاف العائلات المغربية.

المقال التالي