آخر الأخبار

الذكرى 69 لتأسيس القوات المسلحة الملكية: دعوة ملكية إلى تعزيز الجاهزية وتثمين العنصر البشري

بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لتأسيس القوات المسلحة الملكية، وجه الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، اليوم الأربعاء 14 ماي 2025، الأمر اليومي إلى مختلف مكونات القوات المسلحة، من ضباط وضباط صف وجنود، برية وجوية وبحرية والدرك الملكي، مشيدًا بأدوارهم الوطنية والإنسانية، وداعيًا إلى مواصلة تطوير قدرات الجيش المغربي بما يواكب التحديات الأمنية الإقليمية والدولية.

وقال الملك محمد السادس في مستهل خطابه:
“تحتفل القوات المسلحة الملكية اليوم، ومعها الشعب المغربي قاطبة، بالذكرى التاسعة والستين لتأسيسها، وهي مناسبة وطنية متجددة نستحضر فيها، بمزيد من الامتنان والإجلال، روح مؤسسها وواضع لبنتها الأولى، أب الأمة، جدنا الملك المجاهد محمد الخامس، ورفيقه في الكفاح والدنا المنعم، الملك الحسن الثاني، الذي سهر على ترسيخ أركان قواتنا المسلحة وتجهيزها وتكوينها وتأهيلها”.

وأكد الملك أن هذه الذكرى تشكل لحظة فخر واعتزاز بما تقوم به القوات المسلحة الملكية، موجهًا عطفه ورضاه إلى كافة المنتسبين إليها، رجالا ونساء، على تضحياتهم الجسام في سبيل الدفاع عن حوزة الوطن ووحدته الترابية.

وتوقف الملك محمد السادس عند الدور الحاسم الذي تقوم به القوات المسلحة والدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة في حماية الحدود البرية والبحرية والجوية، وفي التصدي للمخاطر الأمنية، وخاصة في المناطق الجنوبية للمملكة، قائلاً:
“نتوجه بعبارات التحية والتقدير الموصولة بأصدق مشاعر الفخر والاعتزاز إلى كل أفراد قواتنا المسلحة، متفانين في أداء واجبهم المقدس، مجسدين أخلص معاني التلاحم القوي الذي يميز كل المغاربة في الدفاع عن قضيتهم الوطنية الأولى”.

وعبّر الملك محمد السادس عن اعتزازه بما تُقدمه القوات المسلحة من مساهمات إنسانية في مواجهة الكوارث الطبيعية، من خلال تدخلات ميدانية تشمل الإنقاذ، والإغاثة، وتقديم المساعدات والخدمات الطبية، مؤكداً أن ذلك يتم “دوماً بالخبرة والفعالية وحسن التخطيط، تنفيذًا لأوامرنا السامية”.

كما أبرز الملك الدور الرائد للخدمة العسكرية في صقل مهارات الشباب المغربي، معتبرًا أنها “ورش وطني يتيح لهم أداء واجبهم الوطني، والاستفادة من موارد المؤسسة العسكرية، والتشبع بقيم الانضباط والتحمل ونكران الذات”، ما يمكنهم من دخول سوق الشغل والمساهمة في بناء الوطن.

وفي إطار الالتزام الدولي، شدد الملك محمد السادس على مشاركة القوات المسلحة في عمليات حفظ السلام الدولية، خاصة في الكونغو الديمقراطية وإفريقيا الوسطى، منوهًا بإرسال أطر وكوادر طبية ضمن بعثات الأمم المتحدة، “مما يساهم في الإشعاع الدولي للمملكة، كشريك متميز وموثوق به في دعم الأمن والسلم الدوليين”.

كما شدد الملك محمد السادس على أهمية التكيف مع التحديات المتسارعة التي يعرفها العالم، مؤكدًا أن هذه الظرفية تتطلب التسلح باليقظة والمعرفة المعمقة، وقال:
“لقد انصب اهتمامنا بشكل دائم ومركز من أجل مواكبة هذه التحولات، على تطوير وإغناء برامج التدريب العسكري، وترقية مناهج التكوين العلمي نظريًا وتطبيقيًا، داخل معاهدنا ومراكزنا التكوينية العسكرية”.

وأشار الملك إلى التقدم المحرز في مجال تجهيز الجيش بأحدث المعدات، مؤكدًا أن ذلك يواكبه “اهتمام متزايد بأهمية العنصر البشري”، من خلال تحسين ظروف العمل، وتوفير المرافق والخدمات الاجتماعية والرياضية داخل الثكنات.

كما أعلن الملك محمد السادس مواصلة دعم برامج توطين الصناعات الدفاعية، مبرزًا أن هذا الورش الاستراتيجي “يحظى برعايتنا السامية، وحرصنا على توفير كل الظروف لإنجاحه، عبر تحفيزات قانونية واستثمارية لفائدة الشركاء المغاربة والأجانب، في أفق تحقيق الاستقلالية المنشودة في المجال الدفاعي”.

وفي ختام الأمر اليومي، دعا الملك محمد السادس منتسبي القوات المسلحة إلى مواصلة التعبئة واليقظة، للحفاظ على المكتسبات وتعزيز الجاهزية، قائلاً:
“كونوا في مستوى الأمانة الملقاة على عاتقكم في الدفاع عن حوزة الوطن وسيادته، حريصين على مبادئ أمتنا وإرث أسلافنا، ملتزمين بواجب الوفاء والعرفان، وفي مقدمتهم الملكان الراحلان محمد الخامس والحسن الثاني، رحمهما الله، ونسأل العلي القدير أن يشمل برحماته شهداءنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن”.

واختُتم الخطاب بالدعاء بالتوفيق والتسديد لأفراد القوات المسلحة الملكية، والتأكيد على التشبث بالشعار الخالد: “الله – الوطن – الملك”.

المقال التالي