“الحمامة” تخوض غمار الصحراء.. معركة العيون تفضح تناقضات التحالف الحكومي

في مشهد يختزل تعقيدات المشهد السياسي المغربي، يستعد حزب التجمع الوطني للأحرار لخوض غمار محطة العيون ضمن جولة “مسار الإنجازات”، في اختبار حقيقي لمدى تماسك التحالف الحكومي وقدرة الأحرار على تجاوز إرث الأخطاء السابقة.
تأتي هذه الخطوة في سياق استثنائي، حيث يحاول الحزب الحاكم تصحيح انطباعات خلفها لقاء الداخلة الذي تحول إلى أزمة إعلامية بفعل اتهامات باستغلال المال العام والنفوذ الإداري.
مصادر داخلية تكشف عن حالة تأهب قصوى في أوساط الحزب، مع توجيه تعليمات صارمة لضبط كل التفاصيل التنظيمية، في محاولة واضحة لتفادي تكرار السيناريو المحرج في الداخلة.
في قراءة متعمقة للمشهد، يبرز تناقض صارخ بين الخطاب الرسمي والممارسة الفعلية. فبينما يُروج اللقاء تحت شعار “الإنجازات الحكومية”، يغيب عنها شركاء التحالف من حزب الاستقلال، في إشارة واضحة إلى أن المعركة الحقيقية تدور حول إعادة رسم الخريطة السياسية في الجنوب، أكثر من كونها مناسبة للاحتفال بإنجازات الحكومة.
متابعون يقرأون هذه التحركات على أنها مؤشر مبكر لانطلاق الحملة الانتخابية غير المعلنة قبل 2026. والبعض الاخر يرى أن الأحرار يحاولون تعويض ضعف بنيتهم التنظيمية في الجنوب بحضور وزاري مكثف، لكن هذه الاستراتيجية قد تثبت فشلها إذا لم تترجم إلى تغيير حقيقي على الأرض.
أما المفارقة الأكثر إثارة فتتمثل في أن الحزب الحاكم يخوض هذه المعركة ضد حليفه في الحكومة، في مشهد يكشف الهشاشة الكامنة في تحالفات المشهد السياسي المغربي.
ان ما نشهده هو بداية انفراط عقد التحالف الحكومي، حيث تبدأ الخلافات بالظهور قبل عام من الانتخابات.
في النهاية، تبقى العيون شاهدة على اختبار مصيري للأحرار: إما أن تثبت قدرتها على اختراق معاقل التقليد، أو تضيف فصلاً جديداً إلى سلسلة إخفاقاتها في الجنوب. الشارع الصحراوي يترقب، والوقت وحده كفيل بالإجابة عما إذا كان هذا اللقاء سيكون نقطة تحول أم مجرد حلقة أخرى في مسلسل التنافس الحزبي الذي لا ينتهي.
تعليقات