شباب تونسي ينتفض… هل يلوح ربيع جديد في الأفق؟

أصدر مجموعة من شباب الجالية التونسية المقيمة في باريس بيانًا نددوا فيه بما وصفوه بـ”العنف الممنهج” الذي يُمارس ضد الشعب التونسي، سواء داخل البلاد أو خارجها، داعين إلى تنظيم مظاهرات سلمية في الخارج احتجاجًا على السياسات القمعية المتصاعدة لنظام الرئيس قيس سعيّد.
وأكد البيان أن النظام الحاكم في تونس بات يشكل تهديدًا حقيقيًا لحقوق الإنسان والحريات العامة، بعدما تحولت البلاد، حسب تعبيرهم، إلى “سجن مفتوح”، تُكمّم فيه الأفواه وتُزج العشرات من السياسيين والمدوّنين والنشطاء الحقوقيين والمواطنين العاديين في السجون، فقط لأنهم عبّروا عن آرائهم أو طالبوا بحقوقهم.
وأضاف البيان أن “كل ما ناضل من أجله التونسيون في ثورة 14 جانفي 2011 مهدد اليوم بالاندثار”، مشيرًا إلى أن الشباب الذين كانوا في صدارة التغيير أصبحوا اليوم مهمّشين، ويُستخدمون فقط كوقود انتخابي دون تحقيق حقيقي لطموحاتهم أو مطالبهم.
وفي هذا السياق، تزداد المؤشرات التي تؤكد أن قيس سعيّد قد أمسك بجميع مفاتيح السلطة، وأخضع مؤسسات الدولة لرؤيته الفردية، مُقصيًا المعارضة، ومحاصرًا الإعلام، ومعطّلاً أجهزة الرقابة والعدالة. فالرئيس الذي جاء بوعود الإصلاح والديمقراطية، سرعان ما انقلب على مكتسبات الثورة، وبدأ يحكم تونس بالحديد والنار، في مشهد يعيد للأذهان صور الأنظمة الاستبدادية التي أسقطتها موجة الربيع العربي قبل أكثر من عقد.
أمام هذا الواقع، يطرح الكثيرون تساؤلات ملحّة: هل تونس على أعتاب ربيع ثانٍ؟ هل يصمت الشارع التونسي طويلاً على هذا القمع المتصاعد وتكميم الحريات؟ وهل يمكن أن تعود شرارة الثورة من جديد لتنطلق هذه المرة من وسط العاصمة أو من جاليات الخارج الرافضة لعودة الاستبداد؟
تعليقات