“جيلي صفر”.. فوضى حراس السيارات تحت مجهر التنظيم

أصبحت ظاهرة حراس السيارات، المعروفين شعبياً بـ”جيلي صفر”، مصدر إزعاج كبير للمواطنين في مختلف المدن المغربية، نظراً للعشوائية التي تميز هذا القطاع، وارتباطه بعدة خروقات قانونية، ما يفرض ضرورة تنظيمه بشكل عاجل يحفظ كرامة الحراس وحقوق المواطنين في آنٍ واحد.

وفي هذا السياق، تعمل جماعة الدار البيضاء على وضع حد لهذه الفوضى من خلال مشروع دفتر تحملات جديد يهدف إلى تقنين مهنة حراسة السيارات، وضبط استغلال الملك العمومي من طرف الحراس، وذلك في إطار الجهود المبذولة لإعادة النظام إلى هذا القطاع.

المشروع، المنتظر المصادقة عليه خلال الدورة العادية لشهر ماي، ينص على فرض ارتداء زي موحد يتضمن رقماً تعريفياً واسم الحارس، مما يسهل عملية التعرف عليه ويعزز الشفافية في التعامل مع المواطنين. كما يُشدد على ضرورة احترام التعريفة القانونية ويمنع فرض أي رسوم إضافية، تحت طائلة المساءلة.

ومن بين النقاط البارزة أيضاً، التشديد على السلوك المهني للحراس، حيث يُلزمون بالتعامل بأدب واحترام، ويُمنعون من استعمال القوة أو افتعال النزاعات، حفاظاً على النظام العام. كما يمنع المشروع استغلال الفضاء العمومي في أنشطة موازية مثل غسل السيارات أو بيع السلع، ويحدد المسافة القصوى لكل نقطة حراسة في 70 متراً، مع إلزامهم بأداء الرسوم الجبائية وفق القرار الجبائي المعمول به.

ويأتي هذا المشروع استجابة لمطالب حراس السيارات النظاميين الذين دعوا إلى تسوية وضعيتهم الاجتماعية والقانونية، وضمان التزام متبادل مع الجماعة، بما يوفر لهم الحد الأدنى من الحقوق المهنية والمعيشية.

ومن المنتظر أن تثير مناقشة المشروع في الدورة المقبلة نقاشاً واسعاً داخل المجلس الجماعي، وسط تطلع المواطنين إلى خطوات عملية تُنهي فوضى الأرصفة وتعزز احترام القانون في الفضاءات العمومية.