غياب التكوين يهدد أداء القيادات التعليمية في المغرب

كشفت منظمة اليونسكو في تقريرها “القيادة في التعليم” عن تأثير كبير لطريقة اختيار مديري المؤسسات التعليمية والانحيازات المرتبطة بها على جودة التعليم وعلاقة المدرسة بالمجتمع.
وأشار التقرير إلى أن المغرب يعاني من تدني نسب تأهيل المديرين أكاديمياً، إذ أظهرت دراسة (TIMSS 2019) أن أقل من 10% من تلاميذ الصف الرابع يدير مدارسهم مدير حاصل على شهادة في القيادة التربوية، وهي من بين النسب الأدنى عالمياً.
وأشار التقرير إلى أن دولاً مثل الولايات المتحدة، التي استثمرت في التكوين المهني للمديرين، حققت نتائج إيجابية، منها انخفاض كبير في معدل دوران المديرين، كما حدث في ولاية كنتاكي. وأظهرت الدراسة أيضاً تفاوتاً كبيراً بين الدول في نسب المديرين الحاصلين على رخص القيادة المدرسية، إذ تجاوزت 90% في دول مثل جورجيا وهنغاريا، بينما ظلت منخفضة في المغرب ودول عربية أخرى.
ويواجه المغرب تحدياً إضافياً يتعلق بالفجوة بين المركزية والتفويض، حيث لم تحقق الجهوية التربوية التي أُطلقت سنة 2011 نتائج ملموسة بسبب نقص الكفاءات وضعف الإمكانات. رغم ذلك، يبرز دور المدرسين في القيادة التربوية غير الرسمية عبر مجتمعات التعلم المهني، خاصة في تعليم اللغة الإنجليزية.
كما أشار التقرير إلى تحسن ملحوظ في الكفايات الرقمية لدى الكوادر التعليمية المغربية بعد جائحة كوفيد-19، إذ ارتفعت نسبة التلاميذ الذين يدرّسهم أساتذة يمتلكون هذه الكفايات من 41% في 2018 إلى 82% في 2022، مع استمرار التحدي في استثمار هذه القدرات بشكل فعّال داخل الفصول.
تعليقات