آخر الأخبار

الاستثمار أم الاستغلال؟ فصل جماعي يفضح واقع الشركات الأجنبية بالمغرب

تعيش مدينة تطوان هذه الأيام على وقع موجة من الغضب والاحتجاجات الاجتماعية، عقب القرار الصادم الذي اتخذته شركة “Atento” الإسبانية المتخصصة في مراكز النداء، والذي قضى بفصل 237 عاملاً وعاملة دفعة واحدة، دون سابق إنذار، وذلك قبل أيام فقط من عيد الشغل. هذا القرار حوّل فاتح ماي من مناسبة للاحتفاء بالكادحين إلى “موكب عزاء”، بحسب تعبير إحدى النقابات التي شاركت في المسيرات الاحتجاجية اليوم الخميس.

ففي 28 أبريل 2025، تلقى العمال المفصولون إشعاراً من إدارة الشركة بفسخ عقودهم بشكل نهائي، ليكون يوم الأربعاء 30 أبريل آخر يوم تطأ فيه أقدامهم مقر الشركة بتطوان. هذا القرار المفاجئ دفع العمال إلى تنظيم وقفات احتجاجية أمام مقر الشركة يومي الثلاثاء والأربعاء، قبل أن يخرجوا في مسيرات فاتح ماي للتنديد بما وصفوه بـ”الفصل التعسفي”، متعهدين بمواصلة التظاهر حتى تسوية أوضاعهم وإرجاعهم إلى مناصبهم.

ويقول عدد من المعلقين إن الشركة “اختارت أن تحتفل بعيد الشغل بطريقتها الخاصة: هدية من نوع خاص، عنوانها الطرد الجماعي”، معتبرين أن ما وقع “يمسّ بكرامة العامل المغربي ويعكس استخفافا واضحا بحقوقه الأساسية”.

في هذا السياق، يرى خبراء اجتماعيون واقتصاديون أن ما حدث ليس معزولاً، بل يعكس توجهاً يزداد استفحالاً في صفوف الشركات الأوروبية العاملة بالمغرب، والتي – حسب تعبيرهم – “تُغريها اليد العاملة الرخيصة، لكنها لا تحترم حقوق هذه اليد العاملة، بل تتلاعب بها وتستغلها بأبشع الطرق”.

ويرى متابعون أن غياب رقابة حقيقية من طرف الحكومة المغربية، وتقديم تسهيلات مبالغ فيها باسم “تشجيع الاستثمار”، يساهم في تكريس هذا النمط من الاستغلال، حيث تجد بعض الشركات الأجنبية في المغرب “أرضاً خصبة لمراكمة الأرباح على حساب العمال، تحت غطاء قانوني واقتصادي هشّ”.

المقال التالي