آخر الأخبار

نداء لحماية التلاميذ: تغجيجت بين مطرقة المخدرات وسندان الإهمال الأمني

تشهد جماعة تغجيجت بإقليم كلميم تنامي ظاهرة خطيرة تتمثل في انتشار المخدرات والأقراص المهلوسة في محيط المؤسسات التعليمية، خصوصاً الإعداديات والثانويات، مما أصبح يشكل تهديداً حقيقياً للمتمدرسين ولمستقبلهم الدراسي والتربوي.

وحسب تصريح أدلى به فاعل جمعوي بالمنطقة، فإن هذه الظاهرة تعرف تفشياً متزايداً، لاسيما بجوار الثانوية و الإعدادية بالجماعة، حيث تنشط عناصر مشبوهة لا علاقة لها بالمؤسسات التعليمية، تقوم بترويج المواد المخدرة والمهلوسات لتلاميذ في عمر الزهور، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الإدمان في صفوف التلاميذ وانتشار العنف داخل المؤسسات التعليمية، فضلاً عن بروز سلوكيات دخيلة على المحيط المدرسي.

ويضيف المصدر ذاته أن ظاهرة أخرى مثيرة للقلق بدأت تطفو على السطح، تتمثل في تعاطي الفتيات للسجائر الإلكترونية داخل أسوار المدارس، وانتشار مشاهد العنف بينهن، بلغت حد استعمال أدوات حادة في بعض الحالات، وهو ما يعتبر تحولاً مقلقاً في السلوك المجتمعي داخل بيئة ظلت توصف بالمحافظة.

كل هذه الانحرافات باتت تؤثر بشكل مباشر على التحصيل الدراسي للتلاميذ، وتخلق توتراً كبيراً في علاقاتهم مع الأساتذة وأسرهم، نتيجة الإدمان والاضطرابات النفسية والسلوكية الناتجة عنه.

ويرجع الفاعل الجمعوي أحد أسباب استفحال الظاهرة إلى وجود ملعب مجاور للمؤسسات التعليمية، يتحول إلى نقطة تجمع يومية لفئات من الشباب، بينهم مروجون للمواد المخدرة ومدمنون، ما يسهل عملية استقطاب التلاميذ وجرّهم نحو هذا المستنقع.

وفي ظل هذا الوضع، يوجه المتدخل نداءً إلى الجهات المعنية بضرورة التحرك العاجل من خلال تنظيم حملات تحسيسية تستهدف التلاميذ وأولياء أمورهم للتوعية بمخاطر المخدرات، كما يدعو إلى تبني مقاربة أمنية ناجعة تتمثل في تكثيف الحملات الأمنية في محيط المؤسسات التعليمية، خصوصاً في أوقات دخول وخروج التلاميذ، من أجل حمايتهم من هذه التهديدات المتنامية التي تقوّض البيئة المدرسية وتضرب في العمق حق التلاميذ في تعليم آمن وسليم.

المقال التالي