آخر الأخبار

الصحة النفسية في المغرب.. “الوزير التهراوي” يعلن عن أرقام صادمة تكشف عمق الأزمة وتفاقم الخصاص

كشف وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، عن أزمة حقيقية تواجه قطاع الصحة النفسية والعقلية في المغرب، حيث بلغ عدد الأطر الصحية المختصة حتى سنة 2025 ما مجموعه 3230 مهنيًا صحيًا فقط، وهو رقم يعكس حجم الخصاص في هذا المجال الحساس.

وأوضح الوزير أن القطاع العام يضم 317 طبيبًا متخصصًا في الطب النفسي، مقابل 62 فقط متخصصًا في الطب النفسي للأطفال، في حين أن القطاع الخاص لا يوفر سوى 274 طبيبًا في الطب النفسي العام، و14 مختصًا للأطفال. أما بالنسبة للتمريض، فقد أشار التهراوي إلى وجود 1700 ممرض متخصص في الصحة العقلية في القطاع العام، وهو رقم ضئيل أمام ارتفاع الطلب المتزايد على الخدمات النفسية.

في محاولة لسد هذا الخصاص، خصصت الوزارة 123 منصبًا ماليًا خلال سنتي 2024 و2025 لفائدة تخصص الصحة النفسية، منها 34 طبيبًا و89 ممرضًا متخصصًا في الصحة العقلية. كما تعمل الوزارة على تعزيز التكوين برفع عدد المقاعد البيداغوجية بالمعاهد العليا، والتنسيق مع التعليم العالي لتفعيل لجان التكوين الجهوي، إلى جانب تنفيذ الاتفاقية الإطار الموقعة سنة 2022 لتوسيع عرض التكوين والبحث في هذا المجال.

على مستوى الخدمات، تتجه الوزارة إلى تعميم مصالح الصحة النفسية والعقلية في المستشفيات العمومية بكافة الأقاليم، وتطوير وحدات الاستشارات الخارجية في الطب النفسي بالمناطق التي تفتقر إليها، إضافة إلى إنشاء فرق لتدبير الأزمات النفسية والاجتماعية، بهدف التكفل بالحالات المستعجلة وتعزيز التأهيل النفسي للأشخاص ذوي الإعاقات النفسية والعقلية.

وأكد الوزير أنه سيشرف خلال الأسابيع المقبلة على اجتماعات تقنية بالوزارة لإطلاق برنامج وطني شامل للصحة النفسية والعقلية، في محاولة لتجاوز التحديات التي تعيق تطور هذا القطاع الحيوي. رغم هذه الجهود، يظل السؤال مفتوحًا: هل ستتمكن الوزارة من تحقيق طفرة حقيقية في هذا المجال، أم ستظل الصحة النفسية رهينة نقص الموارد والإهمال؟

المقال التالي