أرقام صادمة: الهدر المدرسي بالمغرب يتجاوز ربع مليون تلميذ كل سنة

كشفت وزارة التربية الوطنية عن أرقام مقلقة تتعلق بظاهرة الهدر المدرسي، حيث يغادر ما يقارب 280 ألف تلميذ المؤسسات التعليمية سنوياً، من بينهم 160 ألف تلميذ في التعليم الإعدادي وحده.
هذه الأرقام الصادمة تضع مستقبل آلاف الأطفال والمراهقين على المحك، وتُبرز هشاشة النظام التعليمي في التصدي لهذه المعضلة المتفاقمة.
وفي تصريح صحفي عقب اجتماع حكومي خُصص لموضوع التشغيل، أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، أن الوزارة تسعى إلى تقليص الهدر المدرسي إلى النصف في أفق السنوات المقبلة، من خلال إدماج حوالي 80 ألف تلميذ من المحتمل أن ينقطعوا عن الدراسة في “مدارس الفرصة الثانية”، حيث يتلقون تكويناً مهنياً أو حرفياً يؤهلهم للاندماج المهني أو العودة للمسار التعليمي.
وأضاف الوزير أن البرنامج الحكومي يتضمن محاور عدة لمحاربة الظاهرة، منها إنشاء “إعداديات الريادة” وتوفير أنشطة موازية ودعم نفسي وتربوي فردي للتلاميذ، خاصة من خلال منظومة “مسار”، إلى جانب برامج للدعم الاجتماعي تشمل النقل المدرسي والمطاعم ودور الإيواء بالعالم القروي.
ورغم هذه الوعود، يرى عدد من المتتبعين أن الحكومة الحالية، كما سابقاتها، فشلت في إرساء سياسة تعليمية عادلة وفعالة، تتجاوز مجرد الحلول التجميلية المؤقتة. إذ أن استمرار هذا النزيف في المنظومة التعليمية يعكس ضعف الاستثمارات في البنية التحتية، وغياب العدالة المجالية، وانعدام الجاذبية داخل المدارس العمومية، خاصة في المناطق الهامشية.
ففي ظل الأوضاع الاجتماعية الصعبة، يصبح الانقطاع عن الدراسة بوابة لانحرافات متعددة، أبرزها تفشي البطالة، انتشار الجريمة، تعاطي المخدرات، واستغلال الأطفال في العمل أو التسول، وهو ما يهدد التماسك الاجتماعي ومستقبل البلاد على المدى الطويل.
تعليقات