ماهو مشروع “ريمو” الذي أنقذ به المغرب اسبانيا بعد انقطاع الكهرباء؟

في أعقاب الانقطاع المفاجئ للكهرباء الذي شهدته إسبانيا والبرتغال يوم الإثنين 28 أبريل 2025، والذي أدى إلى فقدان نحو 60 في المئة من احتياجات إسبانيا الطاقية، أي ما يعادل 15 جيغاواط، تدخل المغرب بسرعة لتزويد جاره الإيبيري بالكهرباء، بفضل شبكة الربط الكهربائي “ريمو”.
هذا الانقطاع الكبير تسبب في اضطرابات واسعة شملت النقل الجوي والسككي والطُرقي، وامتدت آثاره لتشمل قطاعات حيوية كالمستشفيات والاتصالات، حتى أن خدمة الإنترنت تأثرت في بعض مناطق المغرب.
شبكة “ريمو”، التي تربط بين محطة “طريفة” في إسبانيا ومحطة “فرديوة” بالمغرب عبر ثلاثة كابلات بحرية بطول 29 كيلومتراً وعلى عمق 620 متراً، كانت حاسمة في إعادة التيار الكهربائي بسرعة خاصة لمنطقة الأندلس، مما خفف من حدة الأزمة وتجنب خسائر اقتصادية واجتماعية كبرى.
وقد انطلق هذا المشروع قبل عقدين بطاقة أولية قدرها 700 ميغاواط، ثم تضاعفت إلى 1400 ميغاواط سنة 2006، مع خطط مستقبلية لرفعها إلى 2000 ميغاواط. المشروع كلف 115 مليون يورو، تم تمويله بشكل مشترك بين المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب ونظيره الإسباني، إضافة إلى مساهمات من مؤسسات دولية كالبنك الأوروبي للاستثمار والبنك الإفريقي للتنمية.
“ريمو” يمثل أحد أهم مشاريع الربط الطاقي بين أوروبا وإفريقيا، ويعزز استقرار إمدادات الكهرباء ويساهم في التنمية المستدامة بين ضفتي المتوسط.
تعليقات