آخر الأخبار

أكادير: أزمة خطيرة تهدد مستقبل تلاميذ مدرسة خاصة بعد إغلاق مفاجئ للمؤسسة

تواجه عشرات الأسر ومئات التلاميذ بمدينة أكادير أزمة حقيقية بعد الإغلاق المفاجئ للثانوية الإعدادية الخاصة “سوزانا” بالحي المحمدي، المؤسسة التي شرعت في نشاطها خلال الموسم الدراسي الجاري بدون ترخيص قانوني.
وحسب مصادر مطلعة، فقد اشتغلت المؤسسة منذ شتنبر 2024 إلى غاية دجنبر بدون أي ترخيص، قبل أن تحصل لاحقًا على رخصة مؤقتة من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين سوس ماسة.

ورغم الترخيص المؤقت، اعتمدت المؤسسة خطة مثيرة للجدل لاستقطاب التلاميذ، عبر تخفيض رسوم الدراسة إلى 500 درهم شهريًا مع وعود بمنح نقط مرتفعة بدون اجتياز امتحانات حقيقية. الأخطر من ذلك أن التدريس كان يتم بواسطة طلبة لا يملكون أي تكوين تربوي أو شهادة تخولهم العمل كأساتذة، مقابل أجور زهيدة لا تتجاوز 1000 درهم، مع تغيير مستمر لهؤلاء المؤطرين.

وبعد قرار إغلاق المؤسسة من طرف الأكاديمية، اختفى مدير “سوزانا” عن الأنظار، متوقفًا عن التواصل مع أولياء الأمور أو التلاميذ أو الإدارة التربوية، في وقت حرج للغاية، حيث لم يتبق سوى شهر واحد عن موعد الامتحانات الجهوية والوطنية للبكالوريا. وضع تسبب في حالة من القلق الكبير بين التلاميذ وأسرهم، مع تساؤلات كثيرة حول غياب تدخل السلطات المحلية أثناء اشتغال المؤسسة بشكل غير قانوني.

وفي هذا السياق، أعلنت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة سوس ماسة، عبر بيان رسمي، أنه بناءً على مقرر صادر عن مدير الأكاديمية، تقرر سحب رخصة فتح مؤسسة “م.م. سوزانا” وبالتالي إغلاقها بشكل نهائي. وأكدت المديرية الإقليمية بأكادير إداوتنان أنها ستعمل على إعادة تسجيل التلاميذ بمؤسساتهم الأصلية، مع توفير بطاقات للاختيار لفائدة الراغبين في الانتقال إلى مدارس أخرى، وذلك خلال الفترة الممتدة من 16 إلى 21 أبريل 2025 بمصلحة التخطيط والخريطة المدرسية بالمديرية.

وتبقى الأسئلة العالقة مثار قلق واستغراب: كيف سمح لمؤسسة أن تشتغل طيلة شهور بدون ترخيص تحت أنظار السلطات المحلية والأكاديمية؟ وأين كانت أجهزة الرقابة حين كان مستقبل عشرات التلاميذ يُهدد أمام أعين الجميع؟ وما مصير هؤلاء التلاميذ الآن، خصوصًا مع اقتراب موعد الامتحانات الوطنية والجهوية؟ أسئلة تضع المسؤولية على عاتق الجهات المعنية، وتفرض تدخلًا عاجلًا لإنقاذ السنة الدراسية لهؤلاء التلاميذ الأبرياء.

المقال التالي