بين تجاهل حكومي غريب وتحركات دبلوماسية رسمية… لماذا تهرب بايتاس من سؤال حول “الجزيرة”

في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات المغربية القطرية دفئًا دبلوماسيًا لافتًا، عبر تبادل الزيارات رفيعة المستوى، يطرح الشارع المغربي، خصوصًا على منصات التواصل الاجتماعي، أسئلة مشروعة حول صمت الحكومة المغربية إزاء ما يراه البعض “تحريضا مستترا” من قناة الجزيرة ضد استقرار المملكة.
فخلال زيارة رسمية إلى الرباط، التقى وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، سلطان بن سعد المريخي، بنظيره المغربي ناصر بوريطة، في لقاء وصف بـ”الإيجابي” والذي تمحور حول سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، وفقًا للتوجيهات الملكية السامية، التي تؤكد على متانة العلاقات الأخوية بين المغرب وقطر. وقد أعرب الطرفان عن ارتياحهما للدينامية المتزايدة في العلاقات، والتي تتجلى في وتيرة تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين.
لكن خلف هذه الدبلوماسية الرسمية الناعمة، هناك نقاش محتدم يكبر يوما بعد يوم في الخفاء، بل وخرج إلى العلن في شكل تساؤلات تطرح بصوت عال: لماذا تصمت الحكومة المغربية أمام ما يعتبره البعض حملة ممنهجة من قناة الجزيرة تسعى لزعزعة استقرار المغرب؟ ولماذا تتجاهل الرد على ما يوصف بالتحريض المتكرر الذي يمارس تحت غطاء تغطية الاحتجاجات المناهضة للحرب الإسرائيلية على غزة، والتي تُنظم بين الفينة والأخرى من طرف جهات مغربية بعينها، وتُعطى فيها مساحة غير مسبوقة على شاشة قناة الجزيرة القطرية؟
الأدهى من ذلك، أن هذه التساؤلات لم تعد حبيسة السوشيال ميديا. فقد طرح أحد الصحافيين، في الندوة الأسبوعية للحكومة التي عقدت أمس الخميس، سؤالا مباشرا على مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، حول موقف السلطات المغربية من تحركات الجزيرة داخل البلاد، إلا أن الوزير فضل التهرب من الجواب، وتجاهل الموضوع برمته. هل هو عجز أم تعمّد؟ ولماذا لا تجيب الحكومة على شكوك الشارع؟
تعليقات