احتجاجات وتضامن واسع بعد تدخل أمني “عنيف” ضد جماهير الحسنية

عقب اللقاء الكروي الذي جمع مساء الأربعاء المنصرم بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء،بين فريقي الرجاء الرياضي البيضاوي وحسنية أكادير برسم الدورة السابعة والعشرين من البطولة الاحترافية الأولى، والذي انتهى بفوز الرجاء بهدف نظيف، ساد جو رياضي محترم داخل ملعب المباراة بين جماهير الفريقين.
اللقاء شهد بوادر مصالحة واضحة بين جماهير حسنية أكادير المتمثلة في فصيل ” ايمازيغن” ونظيرتها البيضاوية، ما ساهم في مرور الأجواء في ظروف سلمية وهادئة، دون تسجيل أي اشتباكات أو مواجهات مباشرة سواء قبل أو أثناء أو بعد المباراة.

غير أن ما أعقب اللقاء من أحداث مؤسفة أفسد نسبياً الصورة الإيجابية التي رافقت أطواره، إذ أقدم بعض الشباب المتهورين المحسوبين على جماهير حسنية أكادير، والذين تبرأت منهم الفصائل الرسمية المساندة للفريق السوسي وعلى رأسها فصيل “ايمازيغن”، على القيام بأعمال تخريبية داخل مرافق الملعب.
واتجه هؤلاء الشباب نحو المراحيض والمقاعد الخاصة بالجماهير، حيث تم تسجيل تكسير وتخريب عدد من المرافق الحيوية، في تصرف وصفه عدد من المتتبعين باللامسؤول والمرفوض.

ومع محاولة عمال النظافة بالملعب التدخل لوقف تلك الأفعال، نشب شجار بين الطرفين، مما استدعى تدخلاً أمنياً من طرف عناصر الأمن الوطني والقوات المساعدة.غير أن هذا التدخل، وبحسب تصريحات حصل عليها موقع “مغرب تايمز” من مصادر متعددة، اتسم بالعنف والاستفزاز، حيث تلفظ رجال الأمن بعبارات مسيئة تجاه الجماهير، إلى جانب قيامهم بحجز الأوشحة (الشالات) التي كان يحملها بعض المشجعين على أكتافهم، وهي رموز تحمل شعار الفريق السوسي، ما اعتُبر استفزازًا كبيرًا للمشجعين يمس كرامتهم ويستفز مشاعرهم.
وقد ترتب على ذلك توقيف العشرات من مشجعي حسنية أكادير، حيث خضعوا للتحقيق وتم الإفراج عن غالبيتهم لاحقًا، بينما لا يزال 19 مشجعًا رهن الحراسة النظرية، بعد أن وُجهت إليهم تهم تتعلق بأعمال التخريب والشغب داخل المنشأة الرياضية.
هذه الأحداث خلفت موجة واسعة من الاستياء في صفوف الجماهير الكروية على مستوى مختلف المدن المغربية، التي أعربت عن تضامنها الكامل مع مشجعي الفريق السوسي.
وعبّرت عدة فصائل كروية عن دعمها للموقوفين، مستنكرة ما وصفته بـ”التعامل الأمني المفرط وغير الحكيم”، والذي كان بالإمكان تجنبه باعتماد مقاربة أكثر هدوءًا واحترامًا لنفسية المشجعين.
وفي تطور مقلق، أكدت مصادر مطلعة للموقع أن جماهير كرة القدم تفكر في تصعيد احتجاجاتها داخل الملاعب من خلال رفع شعارات سياسية ضد الدولة والحكومة في المباريات القادمة، كرد فعل على ما تعرض له جمهور حسنية أكادير من معاملة وصفت بالمُهينة. ودعت ذات الأصوات إلى ضرورة إعداد برامج تكوين نفسي وسلوكي لرجال الأمن، لفهم البعد النفسي والسوسيولوجي للمشجع، وتعزيز التواصل معهم بما يضمن حفظ النظام دون المساس بالكرامة الإنسانية.
تعليقات