“إحترم راسك شويا واش بغيتي تسير الجلسة؟“..التوتر يهيمن على محاكمة سعيد الناصري في قضية “إسكوبار الصحراء”

تشهد محكمة الاستئناف بالدار البيضاء اليوم الجمعة 25 ابريل الجاري أطوار محاكمة سعيد الناصري، الرئيس السابق لفريق الوداد الرياضي ورئيس مجلس عمالة البيضاء، وسط أجواء متوترة ومشحونة. الناصري، القيادي السابق بحزب الأصالة والمعاصرة، يخضع للاستجواب المستمر من قبل هيئة المحكمة، اليوم الجمعة، على خلفية الملف المعروف إعلاميًا بـ”إسكوبار الصحراء”.
الجلسة الثانية، التي تأتي بعد أولى الجلسات، لم تخلُ من مشاحنات بين الناصري والقاضي علي الطرشي. خلال استجوابه، حاول الناصري استغلال أجوبته لعرض ما وصفها بـ”حقائق مثيرة”، مؤكدًا أنه يرغب في نقل هيئة المحكمة مما أسماه “الخيال إلى الواقع”، وهو ما وعد به خلال جلسة سابقة. إلا أن أسلوبه الاستفزازي دفع القاضي إلى مقاطعته مرارًا، مشددًا على ضرورة احترام هيئة المحكمة وتجنب التحدث دون إذن.
القاضي الطرشي لم يتوانَ عن توجيه رسائل واضحة وحازمة للناصري، من قبيل: “هل تريد تسيير الجلسة؟ احترم المحكمة، فهي الجهة المخولة لتسيير الجلسة”، مشددًا على أن المحكمة ليست خصمًا لأي طرف، بل تقف في موقف الحياد. كما ذكّره بمادة قانونية تمنح المحكمة صلاحية إدارة الجلسات وإيقافها في حال الإطالة غير المبررة.
محاولات الناصري للرد بطريقته الخاصة استدعت تنبيهات إضافية من القاضي، الذي قال: “لا تقل شوف”، و”احترم نفسك مرة أخرى”، مؤكدًا أن المحكمة ليست “تلميذًا يتعلم من الناصري”. الناصري بدوره أصرّ على أنه لم يكن يقصد الإساءة، معبرًا عن تقديره لهيئة المحكمة، في حين تدخل محاميه ليبرر أسلوب موكله قائلاً إنه يتحدث بدافع “الحرقة”، وهو ما قد يفسّر استفزازه للقضاة.
القضية التي يواجهها الناصري تضم تهمًا ثقيلة، تتراوح بين التزوير، النصب، استغلال النفوذ، والاتجار الدولي بالمخدرات، وفقًا لما ورد في محاضر الضابطة القضائية. المحاكمة تسلط الضوء على تفاصيل دقيقة قد تؤثر على مسار القضية، وسط ترقب كبير من الرأي العام.
هذا التوتر في الجلسات يعكس حدة الملف وحساسيته، حيث تتابع الأطراف المعنية تطورات القضية عن كثب، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات والمحاكمات المقبلة. الأيام القادمة قد تحمل الكثير من المفاجآت، خصوصًا في ظل استمرار الأجواء المشحونة داخل المحكمة.
تعليقات