هيئة تستنكر تصوير محامي في حالة سكر وزميله لمغرب تايمز: ما قام به يسيء لصورة العدالة

أثار فيديو مسرب يوثق لحظة اعتقال أحد المحامين بمدينة مراكش يوم 20 أبريل 2025، ضجة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث ظهر المعني بالأمر في حالة سكر طافح داخل سيارة الشرطة، وهو يوجه شتائم نابية لرجال الأمن، ويتطاول على الذات الإلهية، بل وصل به الأمر إلى سب الملك بألفاظ لا تليق، ولا يمكن أن تصدر عن رجل قانون يُفترض فيه أن يكون رمزًا للنزاهة والاحترام والانضباط.
وقد أصدر اتحاد المحامين الشباب بمراكش بيانًا عبّر فيه عن إدانته لتصوير ونشر الفيديو، معتبراً أن ما قام به عنصر الشرطة “خرق واضح للمقتضيات القانونية”، ودعا إلى فتح تحقيق عاجل ونزيه، وترتيب الجزاءات في حق كل من ثبت تورطه في هذه “الممارسات التشهيرية”. كما شدد البيان على ضرورة احترام كرامة المواطنين وتعزيز آليات المراقبة القانونية.
ورغم ما حمله البيان من لهجة حازمة تجاه ما اعتبره “مسًّا بكرامة الزميل”، إلا أنه تغاضى بشكل مثير للاستغراب عن السلوكيات المشينة للمحامي نفسه، والتي كانت يجب أن تُدان صراحة، لا سيما أنها تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وضربت بأخلاقيات المهنة عرض الحائط.
وفي اتصال هاتفي لموقع “مغرب تايمز” مع أحد المحامين بهيئة أكادير، فضل عدم ذكر اسمه، عبّر عن استنكاره الشديد لما صدر عن زميله، معتبراً أن “ما وقع يُسيء لصورة مهنة المحاماة وصورة العدالة في بلادنا، فالمحامي يجب أن يكون رمزًا للعدالة والانضباط، لا أن يتحول إلى مصدر للفتنة والفوضى”.
وأضاف المتحدث: أدين التصرفات اللامسؤولة للمحامي التي لا تشرف الهيئة ولا تليق بالموقع الاعتباري الذي تحتله المهنة في المجتمع.
ويتساءل متابعون عن سبب صمت الاتحاد عن الألفاظ الخطيرة التي وردت على لسان المعني بالأمر، وهو ما يمكن أن يُفهم كتبرير غير مباشر أو تغاضٍ عن السلوك الإجرامي الذي لا يجب أن يمرّ دون محاسبة، سواء مهنياً أو قضائياً.
فمهنة المحاماة، كما يصفها الكثيرون، “ليست مجرد وظيفة، بل رسالة”، ومن غير المقبول أن يتورط حاملها في سلوكيات مخزية ثم يُدافع عنه باسم الكرامة المهنية، دون التذكير بأن الكرامة لا تُنتزع بالقوة، بل تُصان بالخلق والانضباط.
إن مثل هذه الحوادث تُعد نكسة لمكانة العدالة في المغرب، وتستدعي وقفة صريحة من الجهات المسؤولة في الهيئات المهنية قبل أن تتفاقم أزمة الثقة بين المواطن وسلطات القانون.
تعليقات