مطالب بفتح تحقيق في مالية أغنى الجماعات القروية ضواحي مراكش

رغم موقعها الاستراتيجي المحيط بمدينة مراكش، وتوفرها على موارد مالية وعقارية هامة بفضل الانتعاش السياحي والمشاريع السكنية الفاخرة، تعاني جماعة تسلطانت من مفارقة صارخة بين غناها الظاهري وفقر واقعها اليومي. فبينما تدر الاستثمارات السياحية والإقامات الراقية مداخيل ضريبية مهمة، تبقى المرافق الأساسية في العديد من دواوير الجماعة شبه منعدمة، بل وتطرح تساؤلات ملحة حول مصير تلك الأموال.
في دواوير مثل السراغنة، الهنا، سيدي موسى، النزالة…، يواجه السكان يوميًا مشاق العيش بدون شبكات للصرف الصحي، وانتشار الحفر في الطرق، ونقص حاد في المياه الصالحة للشرب. هذا الوضع المتدهور يُقابل بصمت رسمي، في وقت ترتفع فيه أصوات جمعوية ومحلية تطالب بالكشف عن حجم المداخيل الحقيقية للجماعة وتحديد أوجه صرفها.
وفي ظل هذا التناقض، يرى فاعلون محليون أن تسلطانت بحاجة ماسة إلى نموذج تنموي عادل يعيد توزيع الاستفادة من الموارد، ويضمن إنصاف الساكنة القروية التي ظلت لعقود تعاني التهميش، رغم مساهمتها غير المباشرة في الرواج الاقتصادي للمنطقة.
من جهة أخرى، يدعو مهتمون بالشأن المحلي -حسب جريدة الاسبوع الصحفي- إلى تدخل عاجل من قبل الجهات الوصية، لفتح تحقيق شفاف حول طرق صرف ميزانية الجماعة، ومدى التزام المسؤولين بتنزيل مشاريع تنموية حقيقية، عوض الاكتفاء بسياسات ترقيعية لا تخدم سوى الواجهة، وتترك السكان في عزلة خدمية مزمنة.
تعليقات