جهة سوس ماسة: 700مليون لتكوين المنتخبين قبيل الانتخابات.. هضر للمال العام أم حملة مقنّعة؟

يستعد مجلس جهة سوس ماسة لتنظيم دورات تكوينية جديدة لفائدة منتخبي وموظفي الجماعات الترابية، في إطار برنامج التكوين المستمر، الذي تهدف الجهة من خلاله إلى تعزيز كفاءات المنتخبين وتحسين تدبيرهم للشأن المحلي، حيث رُصد له هذه السنة غلاف مالي يقدر بـ7 ملايين درهم.
ورغم أن الهدف المُعلن من البرنامج يبدو إيجابياً، إلا أن عدداً من المتابعين والمهتمين بالشأن العام عبّروا عن استيائهم من استمرار صرف هذه الميزانية سنوياً، في دورات لا يرى المواطنون أي أثر فعلي لها على أرض الواقع، وسط استمرار معاناة الجماعات مع مشاكل البنية التحتية والخدمات الأساسية.
المتتبعون طرحوا تساؤلات حول جدوى هذه الدورات، التي تُنظم بنفس الشكل والمضامين كل سنة، متهمين بعض الجهات باستغلالها لتبرير صرف المال العام دون محاسبة أو تقييم حقيقي للأثر، في وقت تعاني فيه الجهة من خصاص حاد في مشاريع تنموية ملموسة.
واللافت، أن توقيت هذه الدورات يأتي قبل أشهر فقط من الانتخابات التشريعية المرتقبة، ما يفتح باب التساؤلات حول نوايا تنظيمها في هذه الظرفية بالذات: هل يتعلق الأمر فعلاً ببرنامج تكويني؟ أم أننا أمام حملة انتخابية سابقة لأوانها تهدف إلى تلميع صورة بعض المنتخبين والترويج لأحزابهم تحت غطاء التكوين؟
كل هذه الأسئلة تؤجج الجدل حول ضرورة مراجعة الأولويات وربط الإنفاق العمومي بالحاجيات الحقيقية للمواطن، لا بمصالح سياسية ضيقة.
تعليقات