أقصبي ينتقد “المغرب الأخضر”: نموذج فلاحي يعمّق التبعية ويهمل الماء

حذر الخبير الاقتصادي نجيب أقصبي من استمرار المغرب في فقدان سيادته الغذائية، مشيراً إلى أن البلاد تعيش منذ عقود في حلقة مفرغة: تعبئة وقت الأزمات، ثم نسيان كامل بمجرد تحسن الظروف المناخية.
وأوضح أقصبي خلال ندوة فكرية حديثة أن مقارنة وضع الثمانينات باليوم لم تعد ممكنة، في ظل النمو السكاني المتزايد واستنزاف الموارد المائية، وهو ما جعل الاكتفاء الذاتي في الغذاء أمراً غير واقعي.
وانتقد بشدة السياسات الفلاحية المتبعة منذ عقود، معتبراً أنها قامت على “خدعة” مؤهلات غير حقيقية، وأنتجت نموذجاً فلاحياً يخدم التصدير على حساب الأمن الغذائي والعدالة الاجتماعية، دون قدرة على ضمان عيش كريم لسكان القرى أو دعم الاقتصاد الوطني.
كما رأى أن الحلول المقترحة مثل مشاريع نقل المياه بين الأحواض ليست كافية، مشيراً إلى أن اختيارات الري كانت خاطئة، إذ أن نسبة كبيرة من المياه تتبخر قبل أن تصل إلى الحقول.
أقصبي لم يُخف استغرابه من الأولوية التي منحها المغرب للفلاحة بدل الصناعة، مبرزاً أن سياسة السدود رغم الموارد الهائلة التي خُصصت لها، لم تحل أزمة العطش، بل همّشت أكثر من 80% من الأراضي الزراعية.
وفي نقده لمخطط “المغرب الأخضر”، اعتبره استمراراً لسياسات فاشلة زادت من تبعية المغرب للأسواق الخارجية، حيث تم دعم كبار الفلاحين دون رقابة، وتم توسيع الاستغلال الجائر للفرشة المائية.
واختتم أقصبي مداخلته باعتبار أن السيادة الغذائية والمائية ليست خياراً بل ضرورة، لكنها تتطلب شجاعة سياسية وتوجهاً تنموياً مختلفاً، يحترم إمكانيات البلاد ويضع المواطن في قلب الأولويات.
تعليقات