آخر الأخبار

الداخلية تعلن تقدم أشغال تأهيل الملاعب…أين الصحة والتعليم من سباق المغرب نحو تنظيم البطولات؟

كشفت وزارة الداخلية عن مدى تقدم أشغال إنشاء وإعادة تأهيل الملاعب الرياضية في المدن الست المستضيفة لمباريات كأس الأمم الإفريقية المقررة في دجنبر 2025، ويتعلق الأمر بكل من الرباط، الدار البيضاء، طنجة، فاس، مراكش وأكادير، إلى جانب البرامج المكملة للتأهيل الحضري المرتبطة بها.

وقد جاء ذلك خلال اجتماع انعقد بمقر وزارة الداخلية، خُصّص لتقييم وتيرة الأشغال ومدى التزامها بالجداول الزمنية المحددة، بحضور عدد من المسؤولين المركزيين والجهويين، حيث أُعلن أن وتيرة الأشغال تسير بشكل طبيعي، وأن جميع الترتيبات اللوجستية قد تم اتخاذها لضمان الجاهزية التامة في الوقت المحدد.

ورغم أهمية هذه التحضيرات الكبرى التي تؤهل المغرب لاحتضان تظاهرات كروية عالمية مثل كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، يثار تساؤل ملح من طرف العديد من المتتبعين: هل يُمكن لبلد يعاني من اختلالات عميقة في قطاعي الصحة والتعليم، أن يعتبر بناء الملاعب أولوية قصوى؟

ويضيف هؤلاء: فبينما تُرصد مليارات الدراهم لتأهيل البنيات التحتية الرياضية وتحسين الواجهة السياحية والحضرية، لا تزال العديد من القرى والمناطق الهامشية تعاني من غياب مستوصفات، اكتظاظ المدارس، وضعف تكوين وتأهيل الموارد البشرية. فهل التنمية تعني فقط الاستعداد للأحداث الكبرى؟ أم أن تأهيل الإنسان يجب أن يكون أولى من تأهيل الملاعب؟

لقد حقق المغرب إنجازات رياضية مُلفتة في السنوات الأخيرة، آخرها التألق في كأس العالم 2022، إلى جانب ترشيحه الثلاثي مع إسبانيا والبرتغال لتنظيم مونديال 2030، وكلها مكاسب تُحسب للمملكة وتضعها على خريطة الرياضة العالمية. غير أن -حسي ذات المصادرـ هذه النجاحات تُخفي خلفها واقعاً اجتماعياً واقتصادياً متذبذباً، يتجلى في اتساع رقعة الفقر، وتدهور الخدمات العمومية، وغياب العدالة المجالية في التوزيع.

فهل يمكن لمواطن يعيش في قرية بلا مركز صحي أو طريق مُعبدة أن يفتخر بملاعب بملايين الدولارات؟

وحسب التعليقات المنتشرة على هذا الموضوع فإن لا أحد يُنكر أهمية الاستثمار في البنية التحتية الرياضية لما لها من أدوار اقتصادية وسياحية وحتى ثقافية، لكن بالمقابل، هناك تخوفات مشروعة من أن يكون هذا الاهتمام مُبالغاً فيه على حساب قطاعات أكثر إلحاحاً تمس حياة المواطن اليومية. فهل نريد مغرباً يُبهر العالم في المظاهر ويخذل أبناءه في الجوهر؟

إن ربح الرهان الرياضي لا يجب أن يتم على حساب ربح رهان الكرامة الاجتماعية، فنجاح بلد ما يُقاس بمدى قوة مدارسه، جودة مستشفياته، وعدالة فرصه، قبل أن يُقاس بحجم ملاعبه أو عدد تذاكر التظاهرات الدولية.

المقال التالي