تقرير يكشف: المغرب ضمن أكثر الدول الإفريقية استهدافًا بالتهديدات الإلكترونية

كشف تقرير حديث أصدرته شركة “كاسبرسكي”، المتخصصة في الأمن السيبراني، أن المغرب يُعد من بين أكثر الدول الإفريقية تعرضًا لهجمات إلكترونية، إلى جانب كينيا ونيجيريا وجنوب إفريقيا والسنغال. التقرير، الذي قُدِّم خلال معرض GITEX Africa Morocco 2025 في مراكش، أشار إلى تسجيل 131,580,587 تهديدًا إلكترونيًا في إفريقيا خلال عام 2024، مع زيادة بنسبة 1.2% في التهديدات التي استهدفت الشركات مقارنة بعام 2023.
بحسب التقرير، شهدت القارة الإفريقية ارتفاعًا ملحوظًا في هجمات إلكترونية متنوعة، وأوضح خبراء “كاسبرسكي” أن برامج سرقة كلمات المرور سجلت زيادة بنسبة 26% خلال عام 2024، حيث تُستخدم هذه البرامج الضارة لجمع بيانات تسجيل الدخول والمعلومات الحساسة الأخرى.
المغرب في المرتبة الثالثة إفريقيًا
حلّ المغرب في المرتبة الثالثة إفريقيًا من حيث عدد التهديدات الإلكترونية المكتشفة، حيث سُجلت 12.6 مليون محاولة هجوم. تصدرت كينيا القائمة بـ 20 مليون محاولة هجوم، تلتها جنوب إفريقيا بـ حوالي 17 مليون محاولة. وتشمل التهديدات المحلية، مثل البرامج الضارة، التي تنتشر عبر الأجهزة القابلة للإزالة كـ USB أو الأقراص المدمجة أو الملفات المشفرة، والتي شهدت ارتفاعًا بنسبة 4% في عام 2024 مقارنة بالعام السابق.
التوسع الرقمي وارتفاع المخاطر
صرح “ماهر يمون”، رئيس الأمن السيبراني في فريق البحث والتحليل العالمي لدى “كاسبرسكي”، أن التوسع الرقمي المتسارع في إفريقيا أتاح فرصًا كبيرة، لكنه في المقابل كشف القارة لسلسلة من التهديدات الإلكترونية المتزايدة. وأضاف: “إحصائياتنا تظهر ارتفاعًا في الهجمات الإلكترونية بأنواعها، وهناك عوامل متعددة تقف وراء هذا الارتفاع”.
توصيات لتعزيز الأمن السيبراني
أكد خبراء “كاسبرسكي” ضرورة اتباع تدابير أمان أساسية لمواجهة هذه التهديدات، منها:
- تجنب تحميل التطبيقات من مصادر غير موثوقة.
- الابتعاد عن النقر على الروابط المشبوهة أو الإعلانات غير المؤمَّنة.
- تفعيل المصادقة الثنائية عند الإمكان.
- إنشاء كلمات مرور قوية ومزج الأحرف والأرقام والرموز.
- استخدام برامج إدارة كلمات المرور وتحديث البرامج بانتظام.
أما بالنسبة للشركات، شدد التقرير على أهمية حماية خدمات الوصول عن بُعد (RDP) بعدم تعريضها للشبكات العامة إلا عند الضرورة، مع استخدام كلمات مرور قوية.
دعوة للتعاون الإقليمي والدولي
أوصى التقرير بضرورة تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية لمواجهة التهديدات الإلكترونية المتزايدة، عبر الاستثمار في التدريب المتخصص بالأمن السيبراني ورفع الوعي الرقمي. كما أشار إلى مبادرات مثل “عملية African Cyber Surge”، التي تُعد مثالًا ناجحًا لبناء أنظمة رقمية آمنة على مستوى القارة.
التقرير يعكس التحديات المتزايدة التي تواجه المغرب والقارة الإفريقية في مجال الأمن السيبراني، ويُبرز أهمية تبني تدابير استباقية لمواجهة هذه التهديدات.
تعليقات