وسط رفض طلابي..تطويق أمني بجامعة مكناس لإجهاض نشاط تضامني مع “فلسطين”

يشهد محيط كليات بجامعة المولى إسماعيل بمكناس تطويقا أمنيا اليوم، بعد قرار رئاسة الجامعة إغلاق ثلاث كليات وتعطيل الدراسة فيها لثلاثة أيام منعا لنشاط طلابي، يتضمن تضامنا مع فلسطين.
وبعد انتهاء مدة الإغلاق، واستئناف الدراسة يومه الخميس، تفاجأ الطلبة بالتعزيزات الأمنية في الكليات، من أجل منع نفس النشاط الذي أعلن طلبة العدل والإحسان” تشبثهم بتنظيمه بعد “العطلة القسرية”، التي انتهت اليوم.
وأصرت جامعة المولى إسماعيل على منع النشاط، وأصدرت إعلانا تنهي فيه إلى علم كافة الطلبة بأنه يمنع منعا كليا تنظيم أي نشاط داخل المؤسسة بدون ترخيص مسبق.
وعبرت الكتابة الوطنية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب (العدل والإحسان) عن استنكارها الشديد لهدر الزمن الجامعي والاستهتار بالحصص الدراسية، استجابة للإملاءات الأمنية دون أدنى اعتبار لصلاحيات المؤسسات واستقلالية مجالسها الجامعية.
وقالت “أوطم” في بلاغ لها إن الجامعات المغربية دشنت في وجه أنشطة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب عهداً جديداً، عنوانه الأبرز إغلاق الكليات والمؤسسات، وتعليق الدراسة بالمبرر السخيف “ضمان الظروف السليمة للتحصيل العلمي”.
وأضاف الاتحاد “بعد أن ابتدعت العقلية الأمنية في جامعة ابن طفيل بالقنيطرة سنة 2022 ظاهرة إغلاق مختلف كليات ومرافق الجامعة لمدة أسبوع كامل وذلك فقط من أجل منع أحد أنشطة الاتحاد، اتبعت نهجها جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء سنة 2023 وأقفلت عددا من مؤسساتها بدواع وأسباب واهية، ثم تبعتها جامعة عبد المالك السعدي بتطوان سنة 2024 بإقفال الكليات”.
وزاد البلاغ “ها هو المنع يحط رحاله اليوم بجامعة المولى إسماعيل بمكناس، التي آثرت إقفال مختلف كليات ومؤسسات الجامعة وتعليق الدراسة بها لمدة 3 أيام، من أجل منع نشاط طلابي كان مقررا تنظيمه هذا الأسبوع من طرف فرع الاتحاد بمكناس”.
وأشار الاتحاد إلى أنه وبعد أن رد طلبة مكناس على هذا المنع بتأجيل النشاط إلى ما بعد هذه العطلة “القسرية”، أعلنت الجامعة بشكل رسمي وفي إعلان موجه للعموم أن أي نشاط طلابي بالحرم الجامعي صار ممنوعا.
واستنكرت “أوطم” هذا الاستهتار بحرمة الجامعة واستقلاليتها وقدسية مهامها العلمية والأكاديمية وحق الطلاب في ولوجها، والذي يأتي استجابة لتعليمات أمنية ضاقت بالعمل النضالي والنقابي وصار مطمحها استئصال الحريات واجتثاثها، بهدف القضاء على ما تبقى من قلاع الصمود والمعارضة للسياسات العمومية الفاشلة بالتعليم العالي، والالتحام بمطامح الشعب وتطلعاته، ورفض القرارات التطبيعية مع الكيان المجرم.

واعتبر ذات المصدر أن هاته القرارات التي تمس حقا أساسياً وأصيلا من حقوق الحركة الطلابية في العمل والتنظيم، قد بلغت مبلغا يستدعي من مختلف المكونات الطلابية والأطياف السياسية والهيئات النقابية والحقوقية الاصطفاف الموحد للوقوف سدا منيعا أمام هذا الزحف الدؤوب على مكتسبات الطلاب وحرية العمل النقابي، ومواجهتها بكل الوسائل السلمية والمشروعة.

ومقابل تأكيد التشبث الدائم والثابت بالحق القانوني والأصيل في ممارسة العمل النقابي من داخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، دعت الكتابة الوطنية لـ”أوطم” كل فروعها للاحتجاج دفاعا عن الحق في تنظيم الأنشطة الطلابية بالجامعات.

تعليقات