آخر الأخبار

الأفوكادو…فاكهة الأغنياء تثير غضب الفلاحين الإسبان وتستنزف مياه المغرب

في الوقت الذي يعاني فيه المغرب من أزمة مائية خانقة بسبب نضوب الفرشة المائية وتوالي سنوات الجفاف، يواصل هذا البلد المغاربي منافسة دول كبرى لا تعاني من نفس الظروف المناخية، من بينها إسبانيا، في تصدير فاكهة الأفوكادو المعروفة باستهلاكها المهول للمياه.
هذه المفارقة البيئية والاقتصادية تعود للواجهة مجددًا بعدما فجّرت صادرات المغرب من الأفوكادو موجة غضب واسعة في أوساط الفلاحين الإسبان، خصوصًا بإقليم كاستيون.

في هذا الإطار شهد إقليم كاستيون، أحد أهم مناطق إنتاج الأفوكادو في إسبانيا، احتجاجات صامتة لمزارعين غاضبين من تراجع كبير في أسعار بيع هذه الفاكهة، وصل إلى نسبة 29% خلال عام واحد فقط، إذ انخفض سعر الكيلوغرام من 2.44 يورو في مارس 2024 إلى 1.73 يورو في مارس 2025.

وتؤكد بيانات رسمية من وزارة الفلاحة الإسبانية -حسب صحف اسبانية-، أن كاستيون يحتضن حوالي 1121 هكتارًا مزروعًا بالأفوكادو، ما يمثل نحو 18.75% من مجموع الأراضي المزروعة بهذه الفاكهة على الصعيد الوطني.

وفي نظر المنتجين المحليين حسب الخبر، فإن السبب الرئيسي وراء هذه الأزمة يعود إلى الارتفاع الكبير في واردات الأفوكادو المغربي، التي قفزت بنسبة 89% خلال سنة واحدة، لتبلغ أكثر من 14 ألف طن في يناير فقط. هذه الكميات الهائلة، حسب تعبيرهم، “تغرق السوق وتخنق الفلاحين الإسبان”، خصوصًا صغار المنتجين، الذين لم يعودوا قادرين على مجاراة الأسعار المتدنية للمنافس المستورد.

ما يثير التساؤل في هذا السياق هو المفارقة المغربي، حيث انه بلد يعاني من ندرة حادة في الموارد المائية، وتراجع حاد في منسوب السدود والمياه الجوفية، يجد نفسه في مصاف الدول المصدّرة الكبرى لفاكهة تُعرف عالميًا بأنها من أكثر الزراعات استنزافًا للمياه. فالأفوكادو يتطلب كميات هائلة من الماء في سقيه، في حين يواجه المغرب واحدة من أخطر أزماته البيئية، وسط تحذيرات متزايدة من انهيار منظومته المائية إن لم تُراجع السياسات الفلاحية القائمة.

المقال التالي