آخر الأخبار

كارثة بيئية تهدد دواوير أيت عميرة … وفاعلون يتهمون المجلس بسياسة الترقيع

في قلب جماعة أيت عميرة بإقليم اشتوكة آيت باها، تعيش دواوير العرب، احمر، وتودلي على وقع أزمة بيئية خانقة، وسط صمت مقلق ،فتكدّس النفايات، انبعاث الروائح الكريهة، وانتشار الحشرات والأمراض، رسموا مشهداً قاتماً لحياة المواطنين، حيث أصبح أبسط الحقوق، كالتنفس في هواء نقي، رفاهية صعبة المنال.

عدد من سكان هذه الدواوير عبّروا عن سخطهم من الوضع البيئي المتدهور، مؤكدين أن الأطفال وكبار السن باتوا الأكثر تضرراً من تداعيات التلوث، في ظل غياب حلول عملية ورقابة بيئية صارمة،الأمر لم يعد مجرد إهمال، بل تهديد حقيقي لصحة الإنسان وخصوبة الأرض واستدامة الموارد.

و ما يزيد الطين بلّة، هو محاولات تكميم أفواه المنبهين للوضع، حيث يُتهم كل من يطالب بتغيير جذري بالمبالغة أو السلبية، في محاولة لتطبيع واقع كارثي لا يحتمل السكوت.

وفي بادرة يُرتقب أن تشكل بداية مسار جديد، شهد مقر جماعة أيت عميرة صباح اليوم تسلم 80 حاوية جديدة مخصصة للنفايات، في خطوة أولى ضمن برنامج بيئي واعد وعد به المجلس الجماعي ،فالمبادرة تهدف إلى تنظيم عملية جمع النفايات، والحد من المطارح العشوائية التي شوهت المشهد العام وأضرت بالفرشة المائية.

غير أن عدداً من الفاعلين المحليين لم يخفوا استياءهم، معتبرين أن عدد الحاويات غير كافٍ، وأن المجلس الجماعي يلجأ إلى “سياسة الترقيع” عوض تقديم حلول جذرية ،وأكدوا أن 80 حاوية لا تغطي حتى مركز الجماعة، فكيف لها أن تستجيب لحاجيات باقي الدواوير والتجزئات السكنية التي تعرف كثافة سكانية متزايدة.

تجذر الإشارة إلى أن الرهان اليوم لم يعد على الوعود، بل على تفعيل الخطة على الأرض، وسط ترقب واسع من الساكنة لتتبع مخرجات هذا المشروع، ومدى التزام المجلس بتحديد مسارات الجمع، وضمان الصيانة والتقييم، بمشاركة الشركاء المحليين.

المقال التالي