عبر مكالمة فيديو …ممرض ينقذ حياة سيدة حامل في ظروف صعبة بتنغير

في مشهد إنساني نادر، سجل الممرض إلياس الشتيوي، حديث العهد بالمركز الصحي آيت حمو وسعيد (إقليم تنغير)، حادثة طبية بطولية تبرز التضحيات التي يقدمها العاملون في القطاع الصحي بالمناطق النائية ،هذا التدخل الطبي كان قد أوقف مصير حياة سيدة حامل ومولودتها في دوار جبلي منعزل، حيث واجه الممرض تحديات طبيعية قاسية وعزلة شبه تامة.

و بدأت الحكاية وفق مصادر مطلعة ،حينما استدعي إلياس لتقديم المساعدة لسيدة تعاني من المخاض في دوار بعيد، بينما كانت السيول قد قطعت جميع الطرق المؤدية إلى أقرب مستشفى.

وفي ظل غياب تجهيزات متخصصة في المركز، حاول الممرض نقل السيدة إلى مستشفى قريب لكن السيول منعته ،فكان الحل الوحيد هو التدخل الطبي المباشر عبر تقنية التواصل المرئي مع مختصين في مستشفى تنغير، ما مكنه من إجراء عملية التوليد بنجاح.

و استمرت المحاولة لأكثر من ساعة، ورغم الضغط النفسي والظروف الصعبة، تمكن إلياس من إنقاذ حياة السيدة وطفلتها ،رغم عدم إتقانه للغة الأمازيغية، اللغة الوحيدة التي تتحدث بها السيدة، اعتمد على لغة الإشارة للتواصل معها، مما يعكس ذكاءه العاطفي والمهني في موقف معقد.

هذه الحادثة فتحت نقاشاً حول التحديات الكبيرة التي يواجهها العاملون في القطاع الصحي بالمناطق الجبلية، حيث يُضطرون في كثير من الأحيان إلى اتخاذ قرارات مصيرية في ظل غياب الموارد ،كما تسلط الضوء على ضرورة دعم البنية التحتية الصحية وتوفير التدريب والتجهيزات اللازمة للمهن الطبية.

هذا، و أصبح إلياس الشتيوي في نظر سكان المنطقة رمزاً للبطولة والمهنية، حيث تُحكى قصته لتسليط الضوء على واقع صعب يعيشه العديد من المهنيين في المناطق النائية، بعيداً عن عدسات الكاميرات.