الجزائر بين الخطاب والواقع: المشاركة في مناورات تضم إسرائيل تكشف الوجه الحقيقي للعسكر

رغم الخطابات النارية التي ما فتئت الجزائر تروج لها عبر إعلامها الرسمي وشبه الرسمي، والتي تزعم من خلالها عداءها المطلق لإسرائيل ودعمها اللامشروط للقضية الفلسطينية، إلا أن الواقع يكشف شيئًا مختلفًا تمامًا. فالمشاركة الجزائرية، ولو بصفة “عضو ملاحظ”، في مناورات “الأسد الإفريقي 2025” التي يشارك فيها الجيش الإسرائيلي، تضع الكثير من علامات الاستفهام حول صدقية الموقف الجزائري، وتكشف تناقضًا صارخًا بين الشعارات المعلنة والممارسات الفعلية.
ففي خطوة غير مسبوقة، أعلن الجيش الأمريكي، من خلال بيان رسمي صادر عن القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم”، أن الجزائر ستكون حاضرة في التمرين العسكري الأضخم في القارة، إلى جانب أكثر من 40 دولة، بينها المغرب، تونس، السنغال، غانا، وعدد من شركاء الولايات المتحدة، وعلى رأسهم الجيش الإسرائيلي.
المثير في الأمر أن الجزائر كانت قد جعلت من ملف التطبيع مع إسرائيل سلاحًا في حملتها السياسية والدبلوماسية ضد المغرب، وقطعت العلاقات معه في غشت 2021، متهمة إياه بـ”خيانة القضية الفلسطينية”، وواصفة التطبيع بـ”الخطر الداهم” و”العمل العدائي”. واليوم، ها هي تشارك في نفس التمرين العسكري الذي يضم القوات الإسرائيلية، الأمر الذي يجعل الخطاب الرسمي الجزائري موضع سخرية وانتقاد واسع.
وقد أكد بيان “أفريكوم” أن تمرين “الأسد الإفريقي 2025” سينطلق يوم 14 أبريل من تونس، ثم ينتقل إلى المغرب، السنغال وغانا في شهر ماي، بمشاركة أكثر من 10 آلاف جندي، من بينهم سبعة أعضاء من حلف الناتو. وتُعد هذه النسخة الأكبر في تاريخ هذا التمرين الذي تنظمه الولايات المتحدة بشكل سنوي في إفريقيا لتعزيز التعاون الأمني والعسكري مع شركائها في القارة.
ويبدو أن الجزائر، من خلال هذه المشاركة، تكشف وجهها الحقيقي، الذي يُخالف كل ما تروج له من مواقف “مبدئية” تجاه القضية الفلسطينية. فالمزايدة الإعلامية بشعارات “مناهضة التطبيع” و”العداء لإسرائيل” تتهاوى أمام الحقائق الميدانية التي تؤكد أن الخطاب شيء، والمصلحة السياسية والعسكرية شيء آخر.
تعليقات