الاختراق الذي عرّى “الكفاءات”: عندما لا يُصغى لصوت الخبير

يبدو أن حكومة الكفاءات التي صدّع بها عزيز أخنوش رؤوسنا منذ الثامن من شتنبر سنة 2021، كانت مجرد إشاعة تداولها حاشيته على نطاق واسع منذ ذلك التاريخ.
في العصر الذي نعيش فيه، أصبحت التكنولوجيا ضرورة ملحّة، وأحد أبرز نقاط القوة لدى الدول، وهذا الأمر الذي من المؤكد أن “حكومة الكفاءات” لم تفهمه بعد.
فضيحة الاختراق الذي تعرّضت له مؤسسة الضمان الاجتماعي من طرف مجموعة من الهاكرز تُسمي نفسها “جبروت”، تُعتبر ضربة قوية للأمن السيبراني المغربي.
الإشكال الكبير لا يكمن في ما سبق، حيث إن دولًا عظمى تتعرّض أحيانًا لهجومات من هذا النوع، وهذا أمر وارد إلى حدّ ما، لكن ما لا يمكن قبوله، هو تجاهل الوزير الوصي على القطاع، قبل أيام قليلة من وقوع الهجوم، لتحذيرات خبير مغربي متخصص في المعلوميات من ثغرات خطيرة في الموقع الخاص بالضمان الاجتماعي.
وقد حذر الخبير في استراتيجيات تحسين محركات البحث والظهور الرقمي، حسن خرجوج، في الثالث من أبريل 2025، من سهولة الوصول إلى الملف المسؤول عن إدارة تفاعلات قواعد البيانات الخاصة بالموقع، وإلى مساحات مسؤولة عن سلامة قاعدة البيانات الخاصة بموقع الوزارة.
وأوضح الخبير في صفحته على موقع فيسبوك أنه لم يتم التفاعل مع تحذيراته، حيث وقع الهجوم بعد أيام قليلة من ذلك، ما أدى إلى تسريب ملايين من المعطيات الشخصية الخاصة بالأفراد والشركات.
فهل سيكلف الوزير المسؤول عن القطاع نفسه ليقدّم اعتذارًا للمتضررين؟ أم سيكتفي بإصدار بيانات لا تُسمن ولا تُغني من جوع، كما هي عادة حكومة الكفاءات؟
تعليقات