مؤتمر “البيجيدي” … بنكيران يتصدر مشهد القيادة وسط تحديات التطبيع والانقسامات الداخلية

يستعد حزب العدالة والتنمية لعقد مؤتمره الوطني التاسع يومي 26 و27 أبريل الجاري ببوزنيقة، في لحظة سياسية حاسمة تسبق الاستحقاقات التشريعية المقبلة، ويأتي المؤتمر في ظل تحديات تنظيمية داخلية وتوترات سياسية، أبرزها مصير القيادة الحزبية وقضية التطبيع مع إسرائيل.
و تُشير مصادر من داخل الحزب إلى أن عبد الإله بنكيران، الأمين العام الحالي، يُعد المرشح الأبرز للاستمرار في منصبه، بالنظر إلى رصيده السياسي وقدرته على تحفيز القواعد الحزبية ،اذ يعوّل “البيجيدي” على عودة بنكيران لقيادة حملة انتخابية قوية تعيد للحزب زخمه بعد نكسة 2021.
ورغم تصدر بنكيران للمشهد، فإن أسماء أخرى تبقى مطروحة، مثل إدريس الأزمي وعبد الله بوانو، ما يعكس منافسة داخلية قد تتبلور بشكل أوضح خلال أشغال المؤتمر.
و يُنتظر أن يثير توقيع سعد الدين العثماني على اتفاق “التطبيع” مع إسرائيل نقاشًا محتدمًا خلال المؤتمر، إذ يطالبه بعض أعضاء الحزب بتوضيح موقفه من هذا القرار الذي شكّل نقطة خلاف داخلي ،رغم اعتبار القرار “سيادياً”، إلا أن تداعياته مستمرة داخل الحزب، وسط تساؤلات عن حضوره في المؤتمر وموقفه من المرحلة المقبلة.
و من المتوقع أن يُسجل المؤتمر غياب عدد من القيادات البارزة، نتيجة خلافات متراكمة حول قرارات سابقة، منها إعفاء بنكيران وتكليف العثماني بتشكيل الحكومة بعد “البلوكاج” الشهير ،و تكشف هذه الغيابات عن عمق الانقسام داخل الحزب، وتُطرح تساؤلات عن مدى قدرة القيادة على لمّ الشمل.
هذا، و يسعى الحزب من خلال هذا المؤتمر إلى إعادة ترتيب بيته الداخلي والاستعداد الجيد للانتخابات المقبلة في 2026 ،لكن تبقى تحديات التماسك الداخلي، وحسم القيادة، وموقف الحزب من قضايا خلافية مثل “التطبيع”، عوامل حاسمة ستحدد مستقبله السياسي.
وتُعد نتائج هذا المؤتمر مفصلية ليس فقط في مسار العدالة والتنمية، بل أيضًا في إعادة تشكيل ملامح الخريطة السياسية الوطنية في السنوات المقبلة.
تعليقات