ويحمان لمغرب تايمز : “إدريس لشكر” أعلن إنضمامه لزمرة ” كلنا إسرائيليون”

مايزال الموقف المثير للجدل لإدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، الذي اعتبر فيه أن الهجوم الذي نفذته حركة “حماس” على إسرائيل يوم 7 أكتوبر الماضي، المعروف بـ”طوفان الأقصى”، يشكل نكسة خطيرة، محملاً الحركة الفلسطينية المسؤولية عن اتخاذ هذا القرار بمعزل عن السلطة الفلسطينية.، يجر انتقادات واسعة على الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، إدريس لشكر، من لدن المجتمع المغربي والفاعلين السياسيين والحقوقيين.
وفي معرض حديثه مع موقع “مغرب تايمز” بخصوص تصريحات لشكر التي قدمها الأخير في لقاء صحفي، قال أحمد ويحمان رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع “إن التصريحات التي أدلى بها إدريس لشكر، والتي يُحمِّل فيها المقاومة الفلسطينية مسؤولية جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وجرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني، تكشف عن سقوط أخلاقي وسياسي مدوٍّ، وتضعه في صف أعداء القضية الفلسطينية، بل في صف الدعاية الصهيونية التي تسعى إلى تبرير جرائمها الوحشية عبر تحميل الضحية مسؤولية ما تتعرض له.”
وشدد رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع على أن “هذا الموقف، الذي يثير استنكار كل أحرار الوطن، ليس سوى إعلان رسمي لانضمام إدريس لشكر إلى زمرة “كلنا إسرائيليون”، التي تروج لرواية المحتل وتحاول غسل يديه الملطختين بدماء عشرات الآلاف من الشهداء الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء.”
وأضاف نفس المتحدث “إذا كان البعض قد تفاجأ بهذا التصريح المشين، فإن المناضلين الحقيقيين الذين عايشوا تدهور حزب القوات الشعبية منذ سنوات لم يصابوا بالدهشة. فالحزب الذي كان ذات يوم امتدادًا لحركة التحرير الشعبية وقاد معارك إرادة الشعب، تم تفريغه من مضمونه الوطني والنضالي منذ أن بدأ مسلسل التراجع والاختراقات الانتهازية، حيث أُقصيت القيادات الوطنية الصادقة، وأُفسح المجال لمن لا يمثلون شيئًا من تاريخه النضالي”.
واستطرد ويحمان الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، إدريس لشكر تاريخ القوات الشعبية بقوله “الإتحاد الاشتراكي كان ذات يوم ضميرًا لهذا الوطن، وكان مناضلوه الشباب هم من رفعوا شعار “القضية الفلسطينية قضية وطنية”، وهو الشعار الذي تبنته كل القوى الحية في البلاد وصمنته أدبياتها . بل إن بعض أطره خاضوا معارك الفداء – تحت إمرة القائد الاتحادي، الناطق الرسمي بإسم المقاومة وجيش التحرير المغربي، الفقيد محمد الفقيه البصري – في فلسطين، ومنهم من ارتقى شهيدًا، ومنهم من عاد حاملاً جراحه أو لا يزال على قيد الحياة، مثل المقاومين؛ الصديقين البشير الزين وعبد الله المالكي حفظهما الله.”
وتابع رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع “للعلم أيضا فقد اقدمت قيادة الحزب على تسمية لسان حاله ( جريدته) بإسم فلسطين في مرحلة من المراحل. إنه لمن العار أن ينحدر الوصوليون بحزب حمل ذات يوم اسم “حزب القوات الشعبية” إلى درك التبرير لجرائم الاحتلال. ففي الزمن الذي تتحرك فيه الشعوب وتقف مع فلسطين، وفي الوقت الذي تُكشف فيه جرائم الاحتلال أمام العالم، يخرج إدريس لشكر ليُدين الضحية ويمد يد التبرئة للجلاد.”
وختم حديثه ويحمان بالقول “إننا في زمن الخزي، ولكن الخزي لا يعم الجميع، بل يخص من سقطوا في مستنقع التطبيع والانحياز للمحتل، حتى لو استعملوا تاريخ المقاومة ورفعوا شعارات وطنية جوفاء. وكما قال المفكر والمناضل محمد عابد الجابري، فإن “الاتحاد مات”، لكن إرثه الوطني والنضالي سيظل حيًا في الضمائر الحية التي تواصل الطريق، من مختلف المواقع، وبغض النظر عن الاجتهادات الفكرية والسياسية المختلفة.”
وكانت التصريحات التي أدلى بها الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قد أثارت انتقادات كبيرة، بعد الانتقادات التي وجهها لحماس بسبب ما اعتبر أنه انفراد بقرار الهجوم في السابع من أكتوبر، دون التشاور مع السلطة الفلسطينية، معتبرا أن الهجوم كان نكسة حقيقية على الفلسطينيين.
تعليقات