آخر الأخبار

“تقرير” أمريكي يدعو إلى إنهاء مهمة ”المينورسو” في الصحراء

وصف تقرير نشره معهد المشروع الأمريكي لأبحاث السياسات العامة، أمس الأربعاء 19 مارس الجاري، عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بـ ”الفاشلة”. وذكر معهد “أميركان إنتربرايز” في تقريره، أن إدارة ترمب، وبغية الحد من ”الهدر”، أقدمت على تخفيض ميزانية الأمم المتحدة، ما خلق حالة من الذعر وسط مسؤولي الهيئة.

وأوضح التقرير أن أمريكا، ظلت لعقود تتحدث عن ”الإصلاح”، بل لم تكن راضية عن مساهمتها في ميزانية الأمم المتحدة. لكن بوصول الشعبويين، مثل دونالد ترمب إلى السلطة، المدجج بـ ”فأس في يده ومنشار كهربائي في اليد الأخرى”، يمكنه ”توفير مليارات الدولارات من خلال القضاء على عمليات حفظ السلام الفاشلة”. بحسب التقرير.

وذكر التقرير أن بعض عمليات حفظ السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، ”لم تجدي نفعا”، وإن كانت قد ساهمت في وضع حد للحروب الأهلية والصراعات في دول افريقية مثل ليبيريا، وسيراليون، وتيمور الشرقية، وكوت ديفوار، مبرزا أن قوات حفظ السلام، أتاحت للحكومات مساحةً لتوطيد أركانها وطيّ صفحة الصراعات والحروب الأهلية.

وأورد أن بعثات أخرى لا تُعدّ مجرد إخفاقات باهظة التكلفة، بل قد تُبقي على الصراع قائمًا. وأعطى نموذجا على ذلك نزاع الصحراء، حيث أنشأ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعثة الأمم المتحدة بالصحراء سنة 1991.


وحسب ذات التقرير، فإن الولايات المتحدة “تعترف اليوم بالصحراء كجزء من المغرب. ويرغب الصحراويون أنفسهم في الانضمام إلى المملكة. ولهذا السبب، لا تسمح جبهة البوليساريو الماركسية المدعومة من الجزائر، والتي تدّعي تمثيل الصحراويين، للاجئين من المخيمات التي تسيطر عليها في ولاية تندوف الجزائرية بالسفر إلى المغرب مع عائلاتهم؛ إذ تحتجز زوجاتهم وأطفالهم كرهائن لمنع إعادة توطينهم. وبتمويل هذه المخيمات وتضخيم شرعية البوليساريو، تُعمّق الأمم المتحدة المشكلة. واليوم، أفضل طريقة للعثور على مسؤولي بعثة الأمم المتحدة في الصحراء هي زيارة أحد حانات العيون أو الداخلة، حيث تتواجد سيارات البعثة باستمرار”.


واسترسل: “‘تُعدّ بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية إهدارًا أكبر للمال بتكلفة تزيد عن مليار دولار سنويًا. فبدلًا من إحلال السلام، تعمل بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو) على تقويضه بنشاط. فقد سمحت لمرتكبي الإبادة الجماعية ضد التوتسي في رواندا سنة 1994 بالاستيلاء على مخيمات اللاجئين، وتحويلها إلى معسكرات إرهابية، وغرس كراهية الإبادة الجماعية في نفوس الجيلين الثاني والثالث”.


ومضى التقرير مسترسلا أن فساد ”منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وسوء تصرفها، وتحزبها، وحملاتها الدعائية، قد شجعت الحرب بدلًا من تقريب السلام.


وختم المعهد تقريره: ”إذا كانت الأمم المتحدة لا تريد أن تُعاني من منشار ترامب، فعلى الأمين العام أنطونيو غوتيريش أن يُسارع إلى إنهاء بعثات حفظ السلام التقليدية التي، في أحسن الأحوال، لا تُجدي نفعًا، وفي أسوأها، تُؤجج الصراعات وتُثيرها. على ترامب والكونغرس أن يُصرّا على أنهما لن يتسامحا بعد الآن مع عمليات حفظ السلام التي تُشبه أكواز الآيس كريم؛ بل ستكون دائمًا عشر سنوات أو أكثر، دون أي تمديد. إذا لزم الأمر مزيد من الوقت، فإن عقدًا واحدًا يكفي لتنظيم عمليات مُرتجلة غير مُقيدة ببيروقراطية الأمم المتحدة”.

المقال التالي